بعد أسبوع صعب للغاية، قد تواجه أسواق الأسهم تقلبات أكثر، وذلك في الوقت الذي يقيّم فيه المستثمرون معلومات وبيانات جديدة عن التجارة والأداء الاقتصادي.وخلال الأسبوع الجاري، ستغلق شركات «وول مارت» و«سيسكو سيستمز» و«أنفيديا» و«ديري» موسم نتائج الربع الثاني من هذا العام. تصدر بعض التقارير الاقتصادية المهمة على مدار الأسبوع، بما فيها بيانات تضخم مؤشر أسعار المستهلكين يوم الثلاثاء، ومجموعة من التقارير الرئيسية يوم الخميس من ضمنها بيانات مبيعات التجزئة مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي والإنتاج الصناعي واستطلاعات المجلس الاحتياطي الفيدرالي الإقليمية. ولكن ما هو مهم حقاً بالنسبة للمستثمرين هو مراقبة أداء البورصات العالمية، حيث سيكون من الجدير رؤية كيف تتفاعل الأسهم مع المتغيرات مثل مستوى عوائد سندات الخزانة وتذبذب العملة الصينية حيث قد تكون حجز الزاوية في المحادثات التجارية، وذلك في حال سمح البنك المركزي الصيني لليوان بخسارة المزيد من قيمته. وقال سام ستوفال، كبير خبراء الاستثمار في شركة «سي أف أر أيه»، إنه يعتقد أن الأسوأ قد انتهى، وأن الأسهم يمكن أن تتداول عن أعلى مستوياتها مرة أخرى بحلول نهاية الشهر. وعلى الرغم من خسائر يوم الجمعة، إلا أن الأسهم استعادت معظم خسائرها الحادة في وقت سابق من الأسبوع. وأنهى مؤشر داو الأسبوع منخفضاً بنسبة 0.75$، كما أنهى كل من مؤشري «أس أند بي 500» و«ناسداك المركب» الأسبوع الماضي منخفضين بنسبة 0.5% و0.6% على التوالي. وبعد تداولات يوم الاثنين، تراجع «داو جونز» و«أس أند بي 500» بنحو 3%، في حين انخفض «ناسداك» 3.5%. ولكن في سوق السندات، من المتوقع أن يشهد المستثمرون استمراراً في تراجع العوائد إلى أدنى مستوياتها، ففي الأسبوع الماضي انخفضت عوائد سندات الخزانة الأمريكية، وسط مخاوف بشأن مستويات النمو العالمي، وقيام البنوك المركزية من جميع أنحاء العالم بخفض أسعار الفائدة. وقال وارد مكارثي، كبير الاقتصاديين الماليين في شركة «جيفرز»: «تسببت التوترات التجارية في تباطؤ النمو الاقتصادي وتراجع النمو في الولايات المتحدة الذي أدى إلى انخفاض التضخم». وانخفضت عائدات سندات الخزانة لمدة 10 سنوات بنسبة تزيد على 1.59%، وذلك بالمقارنة مع نمو قدر ب 2.08% قبل أسبوع. كما كانت ردة فعل الأسهم سلبية على حركة العائدات وانخفاض قيمة اليوان الصيني مقابل الدولار. ومع انخفاض المعدلات أيضاً على الديون السيادية الأجنبية، فإن سندات الخزانة الأمريكية، ذات العائد المرتفع، تبدو أكثر جاذبية وإغراء للمشترين. وتتحرك العوائد عكس الأسعار، لذلك عندما تنخفض العوائد، ترتفع أسعار السندات. وأما بالنسبة للعملة الصينية، فقد فوجئ السوق عندما فشلت الصين في الحفاظ على استقرار سعر اليوان، الذي هبط إلى ما دون 7 لكل دولار واحد. واعتبرت هذه الخطوة بمثابة ردة فعل على الجولة الأخيرة من التعريفات التي هدد ترامب بفرضها على الصين اعتباراً من الفاتح من سبتمبر. وفيما يخص البيانات الاقتصادية، قال مكارثي إن بيانات مؤشر أسعار المستهلك ومبيعات التجزئة ستكون ذات أهمية خاصة هذا الأسبوع، مضيفاً: «أعتقد أن مبيعات التجزئة ستكون قوية، وكل شيء نراه على جانب أسعار المنازل هو جيد أيضاً».
مشاركة :