يتحمل عراب الإخوان الأول في السودان، الراحل حسن الترابي، وزر ما حاق بالبلاد من خراب طال مختلف المناحي السياسية والاقتصادية والأمنية والقانونية والتعليمية وحتى الاجتماعية من خلال اتباع سياسات ممنهجة أحدثت تدميراً شاملاً لبنية الحياة في السودان، ومما لا شك فيه أن سياسة التمكين التي انتهجها الترابي لتحقيق مصلحة التنظيم وعناصره على حساب مصلحة البلاد. ونتيجة لذلك حدث تخريب تاريخي قاد في نهاية المطاف إلى تدمير لكل المشاريع الكبيرة في البلاد على كافة المستويات الزراعية والصناعية والنقل وغيرها، حملت تلك السياسات التخريبية على القضاء على مشروع الجزيرة كأكبر مشروع زراعي مروي في المنطقة، بجانب تدمير مشاريع النقل العامة مثل السكة الحديد وشركة الخطوط الجوية السودانية (سودانير) وكذلك طال التخريب قطاع النقل البحري بعد أن طالت يد الفساد الناقل البحري السوداني. ويذهب المحلل السياسي السوداني محمد علي فزاري في حديث لـ«البيان» أن عرّاب نظام الإنقاذ حسن الترابي بدأ عهده بالخداع وذلك بمقولته المشهورة التي وجهها لقائد الانقلاب الرئيس المخلوع عمر البشير: «اذهب إلى القصر رئيساً وسأذهب إلى السجن حبيساً»، وأكد أن تنظيم الإخوان بدأ عهده في حكم السودان في العام 1989 بالخداع باسم الدين، ولكنه يشير إلى أن الانكأ والأمرّ والذي اتبعه عراب تنظيم الإخوان حسن الترابي يتمثل في سياسة التمكين، ويضيف: «عندما جاء نظام الإنقاذ للحكم أبعد الآلاف من أصحاب الخبرات والكفاءات واستبدلهم بأصحاب الولاء للتنظيم، واعتبر سياسة التمكين أول مسمار يدق على نعش الخدمة المدنية السودانية». إمبراطورية فساد ويؤكد فزاري أن تنظيم الإخوان بقيادة الترابي اتبع في بداية حكمه للسودان سياسات تخريبية، حيث إنه بدأ في تكوين إمبراطورية للفساد متكاملة سواء كان فسادا ماليا وفسادا إداريا، وقام بتدمير ممنهج للمشاريع الزراعية وكافة المؤسسات ولم تسلم منها حتى المؤسسات التعليمية، وتابع: «نحن رأينا كيف استهدفت جامعة الخرطوم من قبل الإخوان، وهي كانت المنارة للسودانيين في المجال التعليمي»، وذلك من خلال ما أطلق عليه ثورة التعليم العالي التي قُصد منها تخريج جيل يدين بالولاء والطاعة لتنظيم الإخوان، ويضيف «التخريب طال المجال الاقتصادي فقط وإنما شمل كل جوانب المجتمع الاجتماعية والسياسية وغيرها. إشعال النزاعات المسلحة على الصعيد الأمني ظل الإخوان في السودان بقيادة حسن الترابي يصبون الزيت على النزاعات المسلحة التي تشهدها البلاد، وجعل التنظيم بعد توليه للحكم عبر انقلابه على حكومة الصادق المهدي المنتخبة من حرب الجنوب الأهلية حربا دينية مقدسة، باستغلال الشباب واستقطابهم للإرهاب، الأمر الذي أفقد البلاد آلاف الأرواح، وعمّق الفجوة ما بين أهل السودان في الشمال والجنوب حتى قادت تلك الحرب في نهاية المطاف إلى فقدان الجنوب وأهله في الانفصال المشهود في العام 2011. يعد «إخوان السودان» من أقرب فروع الإخوان إلى «الجماعة الأم» في مصر، نظراً للجوار الجغرافي وقرب المسافة بين دولتي وادي النيل، ونظراً للتشكيل المبكر لإخوان السودان في العام 1949.طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App
مشاركة :