عـــلاء ثابت يكتب: شباب اليد.. وبشائر الأمل

  • 8/24/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

قال الكاتب الصحفي علاء ثابت رئيس تحرير جريدة الأهرام: إن اعتلاء منتخب كرة اليد للناشئين منصة التتويج كبطل للعالم يحمل الكثير من المعاني، فالحدث لم يكن وليد المصادفة أو خارج السياق. فالرياضة لم تعد مجرد هواية وإنما صناعة وعلم وإدارة، مشيرا الى ان المتتبع لكرة اليد المصرية سيلاحظ التقدم السريع الذي حققته في السنوات الأخيرة الذي أثمر عن فوز منتخبنا للشباب ببرونزية في الشهر الماضي، وحقق منتخبنا أرقاما تتفوق علي منتخب فرنسا الحاصل علي الذهب.وأضاف "ثابت"، فى مقاله المنشور اليوم الجمعة بصحيفة "الأهرام" إننا نمتلك الكثير من عناصر القوة والتفوق في مقدمتها أن لدينا رغبة عميقة في تحقيق إنجازات، فقد لاحظت مدي فرحة الناس بما حققه منتخب الشباب وترقب تحقيق الحلم الأكبر في بطولة العالم للكبار التي ستقام في مصر في 2021، هذه الفرحة العارمة تؤكد الشوق والتوق لتحقيق إنجازات أكثر، والتقدم في مختلف المجالات. وهذا النوع من الإدارة هو ما نحتاج إليه في مختلف المجالات بعيدا عن الارتجال والعشوائية والتخبط والأنانية والميل إلي الظهور الفردي علي حساب العمل ونجاحه.إلي نص المقالاعتلاء منتخب كرة اليد للناشئين منصة التتويج كبطل للعالم يحمل الكثير من المعاني، فالحدث لم يكن وليد المصادفة أو خارج السياق. فالرياضة لم تعد مجرد هواية وإنما صناعة وعلم وإدارة. والمتتبع لكرة اليد المصرية سيلاحظ التقدم السريع الذي حققته في السنوات الأخيرة الذي أثمر عن فوز منتخبنا للشباب ببرونزية في الشهر الماضي، وحقق منتخبنا أرقاما تتفوق علي منتخب فرنسا الحاصل علي الذهبية، وقبلها عاد فريقنا الأول إلي قائمة الكبار وهو ما يعني أن رياضة كرة اليد تسير في الطريق الصحيح؛ لنثبت أن بإمكان شبابنا أن يحقق التفوق إذا ما توافرت له الإدارة الجيدة وهو ما نسعي إلي تحقيقه ليس في كرة اليد فقط، وإنما في مختلف القطاعات، وليس في الرياضة فقط، بل في جميع مؤسساتنا الخدمية والإنتاجية.عندما رأيت علي لاعبي المنتخب لاحظت الشبه الكبير الذي يجمعهم مع الشباب المشاركين في مؤتمرات الشباب، فهي نفس العقلية المنفتحة مع الانضباط وروح المسئولية والجماعية، وكذا العلاقة مع مدربيهم وإدارييهم إنها علاقة يسودها الود والاحترام والتلقائية والرغبة في التعلم ومعرفة الأخطاء قبل المزايا والسعي الجاد نحو تصويب الأخطاء وتقديم الأفضل، إنها قسمات كثيرة مشتركة تجعلني أكثر تفاؤلا وثقة في المستقبل وتنبئ بأننا في طريقنا لتحقيق الكثير من الإنجازات وقصص النجاح. فشبابنا منفتح علي تجارب العالم، متقبل للتغير والتخلص من العيوب، يفكر بطريقة علمية، حيث يدرس بعناية الخطوة التالية وتنفيذها بكل دقة وإتقان متعاونا مع أقرانه في تحقيق إنجازات جماعية بعيدا عن روح الأنانية والذاتية المفرطة التي تخلق الشقاق والمشاعر السلبية المعوِّقة. فكل شاب يتعاون ويتفاعل بحب مع تجارب غيره متمنيا له النجاح ويحترم الخبرات السابقة، ويتعاون مع الإدارة بكل حب لنشعر بأن الإداريين والشباب فريق واحد، بل وكأنهم من أعمار واحدة. فالكبار متواضعون ويتمتعون بالحيوية وتقبل الجديد، والشباب يهتمون بالإتقان والتفاصيل واكتساب الخبرة، مع الحرص علي الإنصات والتعلم.لمست خلال متابعتي لفريق كرة اليد تلك الروح الجماعية وكأنهم لاعب واحد، كل لاعب يعرف قدرات أقرانه ويساعدهم علي التألق، فالكل واحد وهذا هو الشعار الأهم. كما لاحظت أن طريقة اللعب قد تغيرت عما كنت أشاهده في فريقنا لكرة اليد في العقد الماضي؛ فقد كنا نهتم بالدفاع أكثر من الهجوم ونلعب بطريقة لا تتغير كثيرا تعتمد علي التسديد القوي من خارج المنطقة، مع محاولات قليلة ونادرة للاختراق من العمق ولا دور للجناحين سوي تبادل الكرات، ولكنني وجدت في البطولة الأخيرة فريقا يهاجم بطرق متنوعة وحديثة، مخترقا بانسيابية وجرأة ورشاقة من العمق، ليحرز من الأجنحة، مع اهتمامه بالدفاع ولكن ليس علي حساب الهجوم، لهذا كان الأفضل هجوما متفوقا علي جميع المنتخبات الأوروبية المحتكرة للبطولة. وقد علمت من إدارة الفريق أن منتخباتنا للشباب تدربوا علي أيدي مدربين لفرق الكبار، واستطاعوا تجاوز طرق اللعب التقليدية، منفذين كل خطط اللعب المتنوعة، وبالتالي تغيرت قائمة المواصفات التقليدية المفضلة إلي التنوع في المهارات واستغلال الأفضل منها وتوظيفها في الفريق مما يمنحه القوة والمرونة معا.إننا نمتلك الكثير من عناصر القوة والتفوق في مقدمتها أن لدينا رغبة عميقة في تحقيق إنجازات، فقد لاحظت مدي فرحة الناس بما حققه منتخب الشباب وترقب تحقيق الحلم الأكبر في بطولة العالم للكبار التي ستقام في مصر في 2021، هذه الفرحة العارمة تؤكد الشوق والتوق لتحقيق إنجازات أكثر، والتقدم في مختلف المجالات. وما رأيته وسمعته في مؤتمر الشباب الأخير في العاصمة الجديدة، وطرق الإدارة الحديثة التي بدأت تدخل حيز التنفيذ كل هذا يضعنا علي عتبة التقدم الإداري الذي يشق الطريق أمام القطاعات الإنتاجية والخدمية، والتي لا يمكن أن تحقق النجاح المنشود إلا بالإدارة الحديثة المرتكزة علي بنية أساسية متطورة وبيانات دقيقة وشاملة تكون ركيزة للتخطيط السليم، وسنجد دائما أن التخطيط السليم والإدارة الواعية هما مفتاح كل تقدم، فالإدارة السليمة كانت مفتاح اتحاد كرة اليد نحو النجاح، فقد اختار أجهزة تتمتع بالكفاءة واعتمد علي المزج بين الخبرات المحلية والعالمية، واطلع علي الجديد في كل أنحاء العالم منتقيا اللاعبين علي أسس سليمة لا تعرف المجاملات أو إهمال الكفاءات، حيث تم وضع لكل جهاز خطته التدريبية في المعسكرات والمشاركات المحددة بكل دقة من جداول مباريات دقيقة لا تقبل التبديل والتغيير، مع متابعة للأحداث والمواجهات الخارجية. فهذا النوع من الإدارة هو ما نحتاج إليه في مختلف المجالات بعيدا عن الارتجال والعشوائية والتخبط والأنانية والميل إلي الظهور الفردي علي حساب العمل ونجاحه.إننا لابد أن نستلهم روح الانتصار التي تحققت مؤخرا في المحافل الرياضية العالمية، لتكون نبراسا لنا في كل مناحي حياتنا، لترقي مصر وتتقدم ليس رياضيا فقط، بل في شتي المجالات وهذا ما تستحقه منا.

مشاركة :