هو تشي منه..الحداثة بملامح مشرقة قديمة

  • 8/24/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

هل تعلم أن سايجون عاصمة فيتنام الجنوبية من 1954 إلى 1975، كانت مدمجة مع مدينة تشولون المجاورة حتى عام 1955، وقبل أن تحمل اسم «هو تشي منه». استطاعت المدينة الآخذة في النمو والتطور والماضية في طريق الازدهار بسرعة فائقة، أن تحافظ على ملامحها المشرقة القديمة منذ أن كان يطلق عليها سايجون العاصمة السابقة لجمهورية فيتنام الجنوبية. إنها البوابة الفاتنة التي تصل إلى أنحاء فيتنام، حيث تتمازج وتتماهى التأثيرات الحديثة والتقليدية فيها معاً جنباً إلى جنب، بمبانيها المعمارية الشاهقة التي تسد الأفق، المطلة من وسط الفلل الكولونيالية الفرنسية، مع محالها التجارية المتلألئة المطلة على شوارعها الأنيقة المرصوفة وأنديتها التي تستضيف حفلات الفرق الموسيقية المتنقلة (الكاريوكي).إنها مدينة متوازنة بحداثتها وتقليدها كما سلال الخيزران التي تحمل على الكتف المصنوعة من الخيزران، والتي يراها المرء في شوارعها، أما كنائسها البوذية فمتوقفة بسبب المراكز التجارية وناطحات السحاب التي لا يمكن أن تطل من تلك المواقع في اتجاه الغرب.فهي أيضاً مدينة متطلعة إلى المستقبل، ومع ذلك لا يزال سكانها المحليون يسمونها بسايجون الاسم الذي يذكرهم بماضيها، ويقف ريونيفيكيشن بلاس (قصر التوحيد) كأحد الرموز المؤثرة، حيث كانت الأيام الأخيرة لحرب فيتنام تدار من داخله. سايجون المجهولة وعلى الرغم من ذلك، كانت قصة سايجون مجهولة حتى قبل الغزو الأمريكي، يمكن للسياح التجوال حول معبد باغودا الذي بني من قبل الصينيين في 1909، أو البحث عن مكتب البريد المركزي لسايجون لرؤية المباني المعمارية الفرنسية العظيمة.القليل من السياح هم من يذهبون إلى أبعد من الحي 1 و 3، الذي يضم قصر الاستقلال وكاتدرائية نوتردام وسوق بن ثانه، ولكن الذهاب سيراً على الأقدام من سوق بينه تاي في تشو لون (الحي الصيني) يستحق الاكتشاف أيضاً. أما لرؤية عكسه تماماً فعليهم التوجه إلى فو ماي هونج، والمعروفة باسم جنوب سايجون، حيث الشوارع الواسعة، والفلل الذكية، والوحدات السكنية والحدائق المشذبة التي تبدو نباتاتها وكأنها جلبت من ولاية كاليفورنيا. أما في أماكن أخرى، فيرى السياح الأرصفة المكتظة بالباعة المتجولين ومزيني الشعر وأطباء الأسنان، والعوائل الغارقة في المقاعد البلاستيكية الخفيفة في قاع منطقة فو ماي هونج.. تعج طرق المرور في فو بحركة مرور المركبات التي تسير على دولابين، والدراجات المثقلة بالأثاث والماشية. المدينة العجيبة إن هذه المدينة العجيبة تقدم للسياح كل ما يريدونه، حيث يمكنهم الدخول في مساومات شديدة في أسواقها أوالحصول تفصيل ملابس حسب الطلب، أوالاستمتاع بالمناظر الطبيعية للمدينة من أطرافها النائية، أو البقاء في الفنادق العالمية الكبرى أو الانزواء بعيداً في الأماكن المعزولة. تعد مدينة هو تشي منه، وجه فيتنام الجديدة وعلى استعداد لإظهار إشراقته. تاريخ هو تشي منه إن هو تشي منه التي كان يطلق عليها سايجون في السابق تلطخ تاريخها في القرن العشرين، بعد أن صارت عاصمة لفيتنام الجنوبية في أعقاب انقسام البلاد، صبيحة هزيمة المستعمرين الفرنسيين، فقد كانت سايجون محط أنظار الكثيرين خلال الحرب الأمريكية مع فيتنام الشمالية الاشتراكية في الستينات والسبعينات.كانت سايجون المكان الذي حرق الراهب ثيش كوانج دوك نفسه فيه حتى الموت احتجاجاًَ على محاكمة البوذيين في فيتنام الجنوبية التي كان يسيطر عليها الكاثوليك، حيث لفت تصرفه هذا انتباه العالم إلى بلاده، ما قاد إلى عزل الرئيس ديم، ومع ذلك كانت الحرب الأمريكية قد أزفت تواً.كان ينظر إلى سايجون كمحور آمن للجنود الأمريكيين والمقاولين الحكوميين خلال الحرب الفيتنامية، ولكن عندما سقطت المدينة أخيراً في أيدى الفيتناميين الشماليين في 1975 حطمت دباباتهم بوابات القصر، وأجبر السكان على مغادرة المدينة مع من تبقى من مواطني الولايات المتحدة، الذين كان يتشبث العديد منهم بطائرات مروحية أقلعت من سقف السفارة الأمريكية.وفي العام التالي تغير اسم سايجون إلى هو تشي منه، فقد سميت على اسم الزعيم الشهير في الشمال، لقد ذهبت مكانتها كعاصمة لهانوي. ومع ذلك، فإن اسم سايجون لا يزال يستخدمه العديد من الفيتناميين للإشارة إلى المدينة.هناك الكثير في هو تشي منه أكثر من كونها كانت في قلب الحرب الفيتنامية، فقد حكمت المدينة من قبل الصينيين والمستوطنين الخمير واحتلت من قبل الفرنسيين والإسبان في القرن التاسع عشر، فهذه المدينة تفتخر في الوقت الراهن بفكاكها وباستقلالها عن القوى الغازية. أفضل وقت للزيارة تعتبر هو تشي منه وجهة سياحية فريدة على مدار العام، حيث يبدأ موسم الأمطار بين شهري مايو/أيار، وأكتوبر/تشرين الأول، ولكن في العادة يتوقف المطر خلال ساعات قليلة، وترتفع معدلات الرطوبة إلى حد ما في الفترة التي تسبق موسم الأمطار ما يجعل رحلات مشاهدة مناظرها الطبيعية الخلابة مرهقة للغاية، أما خلال الموسم الجاف فتصل درجات الحرارة إلى 39 درجة مئوية ولكن في العادة بمتوسط درجة يصل 28 درجة مئوية، كما يقام مهرجان منتصف الخريف المذهل في شهر سبتمبر، لكن فنادق المدينة تكون ملأى بالسياح والزوار إلى أقصى حد. أبرز معالم المدينة السياحية ** ريونيفيكيشن بلاس: جميل بقبحه، تم بناؤه في الستينات بمساعدة المعماريين السوفييت، حيث يذكّر العديد من الناس بصورة دبابات فيتنام الشمالية التي دخلت المدينة محطمة بواباتها في يوم 30 إبريل/‏ نيسان 1975 الذي يرمز إلى سقوط سايجون، ولا تزال إحدى الدبابات تزين حديقة القصر الأمامية، مفتوحة أمام العامة، ولا تزال على حالها مثلما كانت في 1975، ويبين الأماكن الهامة التي كانت تعقد فيها الاجتماعات خلال الحرب، إضافة إلى بعض مخادع الرئيس وأسرته، وأكثرها جذباً هي الأنفاق المبنية تحت الأرض التي تضم مركزاً للاتصالات، وشاشة عرض لتاريخ القصر، ومواعيد الزيارة من السابعة والنصف صباحاً، إلى الرابعة عصراً يومياً. ** متحف هو تشي منه: قابع داخل المبنى القديم لحكومة كوشينتشينا، كان المتحف يسمى في السابق بالمتحف الثوري، ويضم المشغولات اليدوية والأسلحة القديمة، والأزياء العسكرية، والميداليات، والصور القديمة التي يعود تاريخها إلى فترة الكفاح الاشتراكي ضد الفرنسيين والأمريكيين، وللأسف كل هذه المقتنيات موضحة باللغة الفيتنامية فقط، ومع ذلك بعضها تحكي عن نفسها، أما خارج المتحف فتوجد مجموعة من المعدات العسكرية، بما في ذلك دبابة، وطائرة عمودية. لقد بني المتحف على الطراز الكلاسيكي في ثمانينات القرن الثامن عشر، فمبنى المتحف نفسه مثير لكونه كان مقراً لحكومة كوشينتشينا، والمحكمة العليا، ومواعيد الزيارة من الثامنة صباحاً، إلى الخامسة عصراً. ** متحف التاريخ: يقبع داخل المدخل المؤدي إلى الحديقة النباتية، وحديقة الحيوانات، ويضم متحف التاريخ هذا مجموعة من المشغولات التي تغطي ألفي عام الأخيرين من التاريخ الفيتنامي، بما في ذلك مقتنيات تنتمب إلى ثقافة قديمة مثل ثقافة دونج سون، أوك يو، وشام، ويصل تاريخ المقتنيات حتى عام 1945، وتشمل صناعة الخزف، والأسلحة والتماثيل، كما أن هناك جناحاً خاصاً بالأقليات، وبني المتحف 1929. ** الحديقتان النباتية والحيوانية: أسستا من قبل الفرنسيين في 1864، حيث كانتا الأرقى في آسيا، ولا تزال المنطقة لطيفة للنزهة في قلب المدينة، بفضل النباتات الاستوائية الجميلة، والأشجار، ومعروفة بزيارة العائلات لها، حيث تقيم برامج ترفيهية في عطلة نهاية الأسبوع، أما حديقة الحيوان فتضم العديد من الحيوانات والطيور، وأصبح للحديقة حالياً برنامج لحماية الحيوانات، ويمكن للسياح الذهاب عند الظهيرة، الوقت الذي يتم فيه إطعام الحيوانات، ومواعيد الزيارة من السابعة صباحاً، إلى السابعة مساء يومياً.

مشاركة :