عت إدارات مدرسية واختصاصيون أولياء الأمور إلى أن يساندوا أبناءهم في تعديل الساعة البيولوجية الخاصة بالنوم التي انقلبت كلياً في فتره الإجازة وتستغل ساعات الليل للسهر والنهار للنوم، مما يحدث خللاً في الجهاز العصبي ويؤثر على اتزان البدن، كما يؤثر سلباً على الاستيعاب عند الطلاب، وحتى لا يعانوا خلال الأسبوع الأول من انتظام الدراسة. وذلك لضمان عدم الغياب والتأخر في الاستفادة من الأسبوع الأول من الدراسة وخاصة أن المفهوم الشائع بشكل خاطئ لدى كثير من الطلبة وذويهم بأن الأسبوع الأول خالٍ من الدراسة ويختص فقط بالتعارف وتوزيع الكتب، مؤكدين أن الدراسة تبدأ فعلياً من اليوم الأول. تعديل وقالت مها إبراهيم مديرة مدرسة المنارة الخاصة: إن المدارس تعي تماماً إشكالية انعكاس فترات النوم لدى الطلبة واستبدال ساعات النوم الليلية بساعات النهار خلال فترات الإجازة، ولذلك يجب على أولياء الأمور أن ينتبهوا جيداً إلى السلبيات التي تعود على أبنائهم نظير تلك الممارسة التي تم اكتسابها بسبب وقت الفراغ، لذلك على أولياء الأمور أن يعدلوا هذا السلوك من خلال مشاركة أبنائهم في أنشطة بدنية خلال الأسبوع الجاري نهاراً حتى يتمكنوا من النوم بعمق خلال ساعات الليل وفي وقت مبكر. من جانبه، قال عبد العزيز السبهان (صاحب سلسلة مدارس): إن إدارات المدارس يقع على عاتقها جزء لضبط الساعة البيولوجية، وذلك من خلال النشاط البدني «أو الحركي» الذي يعد عنصراً مهماً من العناصر المعززة لصحة الطفل ونموه في كافة مراحل الطفولة، فالأنشطة الحركية توفر فرصة ثمينة للطلبة يتمكنون من خلالها من التعبير عن أنفسهم. ومن استكشاف قدراتهم، بل وتحديها أحياناً، كما تقود التجارب والخبرات الحركية التي يمر بها الطالب من الانخراط مع زملائه من خلال الأنشطة الرياضية بمعدل لا يقل عن 135 دقيقة أسبوعياً إلى مساعدته على الشعور بالنجاح والاستمتاع بالمشاركة والثقة بالنفس وتحسين التحصيل الأكاديمي. وأوضح أن تلك الأنشطة تعزز من عدم نومه داخل الصف وأثناء الحصة، حيث تعد مرحلة الدراسة من الفترات المهمة جداً لتطوير المهارات الحركية لدى الطالب وتنمية السلوك الحركي الإيجابي، كما يرتبط التطور الحركي للطفل ارتباطاً وثيقاً بكل من تطوره المعرفي والوجدان والاجتماعي. تأثير بدوره، دعا الدكتور أسامة اللالا اختصاصي الجهد البدني والصحي إلى العمل على انتظام الساعة البيولوجية عند الطلاب حتى لا تؤثر عليهم سلباً في فقدان التركيز وتشتت الذهن. وأكد اللالا، أن انقلاب الساعة البيولوجية يرتبط بالعديد من التحديات الصحية مثل أمراض العصر المزمنة ولا سيما السمنة والسكري من النوع الثاني الذي ينتشر بسهولة بين فئات الطلبة، إضافة إلى اضطرابات عمل الهرمونات وارتفاع مستويات القلق والتوتر والاكتئاب. وقال اختصاصي الجهد البدني والصحي: إن الدراسات تؤكد حقيقة عملية مفادها أن زيادة ساعات السهر لدى الطلبة أو الجلوس أمام شاشة التلفاز والكمبيوتر يؤديان إلى إرباك الساعة البيولوجية للجسم مما ينجم عنه ارتفاع ضغط الدم والكولسترول الضار والسكري من النوع الثاني. ونصح أولياء الأمور بتعديل الساعة البيولوجية لأبنائهم لتعود عليهم بالإيجاب من ناحية الدراسة أو حياتهم العملية، مؤكداً أنه أثناء النوم تحدث العديد من الأنشطة سواء في المخ أو الجسم، ويختلف عدد ومقدار ساعات النوم الذي يحتاجه الأشخاص بصورة كبيرة، وتشير الدراسات إلى أننا نحتاج جميعاً إلى أن ننام نفس المدة الزمنية. فحين لا ننام الساعات السحرية الثماني قد يصيبنا القلق في حين قد يحتاج البعض لعدد ساعات نوم أكثر، فنطلق عليهم مصطلح (الكسالى) فكما أشارت الدراسات إلى أن هناك شخصين من بين كل عشرة (أكثر قليلاً بين الرجال) ينامون أقل من 6 ساعات كل ليلة، وحوالي شخص واحد من بين كل عشرة ينامون تسع ساعات أو أكثر ليلاً. كما أوضح أن النوم لمدة ثماني ساعات يُعد النسبة المتوسطة، بالرغم من أن سبع ساعات إلى سبع ساعات ونصف هي الأنسب لمعظم الأشخاص، وتشير الدراسات إلى أن الطفل بعمر 6 سنوات عدد الساعات الصحيحة الذي لا بد أن يحصل عليه هو 11 ساعة يومياً، وبسن 10 سنوات لا بد أن ينام 10 ساعات، ومن عمر 15 إلى 19 يحتاج أن ينام من 7 إلى 8 ساعات ونصف، موضحاً أن مقدار نوم الأطفال يختلف بصورة ملحوظة من يوم إلى آخر، كما هو الحال لدى البالغين، فضلاً عن ثبات متوسط نوم الطفل الأسبوعي أو الشهري.طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App
مشاركة :