عمون- قال المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، بيير كريهنبول، الثلاثاء، إن "الوكالة واجهت تحديات سياسية ومالية كبيرة، خلال الأشهر الماضية، وخدماتها كانت معرضة للخطر". وأضاف كريهنبول، خلال مؤتمر صحفي عقده في مدينة غزة، إن "خدمات الأونروا كانت معرضة للخطر خاصة عندما أوقفت الولايات المتحدة في العام 2018 دعمها المالي للوكالة المقدر بـ 360 مليون دولار". وأكد أن الوكالة الأممية عملت على تحشيد الدعم المالي، وتمكنت من الحفاظ على خدماتها المقدمة للاجئين الفلسطينيين. إلا أنه ذكر أن المنظمة مازالت تواجه عجزا ماليا يقدر بحوالي 150 مليون دولار. وفي 2018، أوقفت واشنطن كل دعمها المالي للأونروا المقدر سنويا بـ 360 مليون دولار. وأشار كريهنبول إلى أن وكالة أونروا واجهت، في الفترة الماضية، تحديات سياسية تتعلق بتعريف اللاجئ وأعداد اللاجئين الفلسطينيين. ولم يوضح كريهنبول مقصده، لكن وسائل إعلام أميركية بارزة -مثل شبكة سي إن إن، وصحيفة واشنطن بوست- كانت قد قالت منتصف العام الماضي، نقلا عن مصادر أمريكية، إن إدارة ترامب تريد تقليل أعداد الفلسطينيين الذين يعتبرون لاجئين، والتركيز على نحو سبعمائة ألف فقط ممن هجّرتهم العصابات الصهيونية من منازلهم عام 1948-1949. ولا تخفي واشنطن، وإسرائيل، رغبتهما في حلّ وكالة أونروا، ونقل صلاحياتها للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين، التابعة للأمم المتحدة. وكان رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، قد طالب في يونيو/حزيران 2017، بـ"تفكيك وكالة أونروا، ودمج أجزائها في المفوضية السامية لشؤون اللاجئين. وقال نتنياهو، آنذاك، إنه أبلغ السفيرة الأميركية (السابقة) لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي، أنه يجب النظر في استمرار عمل الأونروا، متهما الوكالة بالتحريض ضد إسرائيل لأنها "من خلال وجودها وأنشطتها تساهم في تخليد مشكلة اللاجئين". وشدد كريهنبول على أن الوكالة ستواصل طريقها باتجاه تقديم الخدمات والدفاع عن اللاجئين الفلسطينيين وحقوقهم. من ناحية أخرى، قال كريهنبول، إن "العالم لا يقدر حقيقة المعاناة وخيبة الامل أيضا التي يعيشها الناس في قطاع غزة". وأضاف:" ما يحدث في غزة هو حالة من فقدان الأمل تزداد بسبب الحصار والاحتلال وهذه الاستمرارية بالمعاناة غير المسبوقة". وذكر أن الفلسطينيين في غزة يحرمون من حقوق أساسية إلى جانب ارتفاع مستويات الفقر والبطالة وعدم قدرة الكثيرين على تلقي العلاج بالخارج. وأشار إلى أن الآلاف من الفلسطينيين قتلوا أو جرحوا خلال أحداث مسيرات "العودة" التي تنظم أسبوعيا منذ نحو عام ونصف، قرب السياج الحدودي بين القطاع وإسرائيل. ويعاني نحو 56.6% من سكان قطاع غزة من انعدام الأمن الغذائي، فيما يعيش نحو 80% من السكان تحت خط الفقر، حسب بيانات أممية. وكان تقرير صادر عن الأمم المتحدة عام 2017 توقع بأن تصبح غزة "غير قابلة للعيش فيها" بحلول عام 2020. وارتفعت نسبة الفقر في قطاع غزة العام الماضي إلى 53%، فيما تخطت معدلات البطالة الـ80%، وفق بيانات المركز الفلسطيني للإحصاء (حكومي)، واللجنة الشعبية لرفع الحصار عن قطاع غزة (غير حكومية). وتأسست "أونروا" بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة، عام 1949، لتقديم المساعدة والحماية للاجئين الفلسطينيين إلى أن يتم التوصل إلى حل عادل لمشكلتهم. وتقدم الوكالة حاليًا خدماتها لنحو 5.3 مليون لاجئ فلسطيني في مناطق عملياتها الخمس. (الاناضول)
مشاركة :