تحقيق نتائج التنمية من البرامج المحلية «1من 2»

  • 8/29/2019
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

بعد مضي شهرين على شغلي منصب رئيس مجموعة البنك الدولي، كان أكثر ما استرعى انتباهي هو الحاجة الملحة إلى أداء مهمتنا. فكثير من الناس ما زالوا يعيشون في فقر، وكثيرون محرومون من الماء النظيف أو الرعاية الصحية أو التعليم، وكثيرون لا يشاركون مشاركة كاملة في اقتصادهم المحلي. إن أولويتي هي مساعدة البلدان على تحقيق نتائج جيدة للتنمية. في رحلتي الأولى في إفريقيا جنوب الصحراء ومصر استمعت إلى التحديات المحددة التي يواجهها كل بلد، واطلعت على المحاور التي ستساعدهم على تحقيق نتائج جيدة -السلام والاستقرار، والريادة القطرية، والترابط، والمرونة، والمناخ السليم لأنشطة الأعمال، والإدارة المتينة للديون. ومن الأمثلة على ذلك مدغشقر: إذ إن 78 في المائة من السكان يعيشون في فقر مدقع على الرغم من وفرة مواردها. في عام 2018، شهد هذا البلد أول انتقال دستوري وسلمي للسلطة منذ الاستقلال في 1960. وأدى هذا إلى إعلان الرئيس راجولينا "خطة النهوض" التي تتركز على تحقيق تحسينات في ربط الطرق، والطاقة، والحصول على المياه "الذي يعوقه في الوقت الحالي سوء تشغيل الشركة المملوكة للدولة وضعف وضعها المالي" وكذلك تحسين الخدمات الاجتماعية. ومن المتوقع أن تساعد هذه الخطة على إطلاق العنان لإمكانات مدغشقر الزراعية، ومع افتراض نجاح الحكومة في توفير بيئة مواتية لأنشطة الأعمال، فهي تساند الأنشطة الاقتصادية الجديدة التي تهدف إلى تحسين مستويات المعيشة لجميع مواطني مدغشقر. شاهد قصة شانتال: وهي أم معيلة لأربعة أطفال تبلغ من العمر 30 عاما. وتعيش في قرية مانلي في مدغشقر. وتحصل من خلال برنامج تموله المؤسسة الدولية للتنمية على مبلغ شهري يساعدها على إعالة أسرتها، وتستخدم مركز الصحة المحلي الذي يدعمه أيضا استثمار مقدم من المؤسسة. وفي إثيوبيا، أكبر متلق لمساعدات المؤسسة الدولية للتنمية في إفريقيا الآن، لعب رئيس الوزراء آبي أحمد دورا رئيسا في تحقيق استقرار البلاد وبناء السلام مع إريتريا. وحينما التقيناه في أديس أبابا الشهر الماضي، ناقشنا رؤيته لإثيوبيا. لقد أطلق برنامجا إصلاحيا طموحا في قطاعات استراتيجية تهيمن عليها الدولة، منها الاتصالات السلكية واللاسلكية والطاقة والقطاع المالي والشحن واللوجيستيات. وسيكون المضي قدما في تنفيذ هذه الإصلاحات المهمة، إلى جانب إنهاء نظام الصرف الأجنبي ذي المستويين عاملا حيويا لتحقيق نمو البلاد وفتح الباب أمام مزيد من استثمارات القطاع الخاص، وتحسين الخدمات، واستدامة المالية العامة. لمساندة هذه الإصلاحات المهمة، ساعدت مجموعة البنك الدولي الحكومة الإثيوبية على إنشاء أكبر برنامج في إفريقيا لشبكات الأمان في المناطق الحضرية. ويقدم هذا البرنامج منحا نقدية إلى أشد السكان ضعفا وحرمانا، ويعمل على بناء قدرات قادة المجتمع المحلي، ويتيح فرصا من خلال تقديم المال مقابل العمل مثل حماية الغابات من آثار التعرية على جانب جبل إنتوتو، ويساعد في الوقت ذاته الناس على التدرب على وظائف جديدة. وسافرت إلى موزمبيق حيث شهدت أهمية مرافق البنية التحتية القادرة على مجابهة تقلبات ظروف المناخ، وتنسيق جهود المانحين، والدور الرائد للبلد المعني بالاستجابة للأزمات. لقد تضرر هذا البلد بشدة من جراء الإعصارين إيداي وكينيث، وأطلعني الرئيس نيوسي على الآثار الكارثية التي تأثر بها ملايين الناس. التقيت ممثلي البلدان المانحة وزرت إلبيرة ثاني أكبر ميناء في موزمبيق الذي تعرض لأضرار مباشرة من جراء الإعصار إيداي. وبالتعاون مع المعهد الوطني لإدارة الكوارث الطبيعية، وبالدعم المقدم من أكثر من 14 بلدا، قادت الحكومة استجابة واسعة للأزمة شارك فيها 1000 عامل إغاثة من 188 منظمة. وقام البنك بتنسيق جهوده بشكل وثيق مع الحكومة ووكالات الأمم المتحدة والمانحين لتوفير استجابة متوائمة. وفي خلال شهر من اجتياح الإعصار إيداي للبلاد تلقى أكثر من مليون شخص مساعدات غذائية، وحصل نحو 907 آلاف شخص على الماء النظيف، وتم تحصين 745 ألف شخص للوقاية من الكوليرا. وعاد الميناء أيضا للعمل مع تطهير المدينة من مخلفات الإعصار. ويرجع الفضل في هذا في جانب منه إلى المشاركة الاستثمارية من البنك الدولي مع مصرف التنمية الألماني KFW في شبكة لصرف مياه الأمطار ساعدت قنواتها وشبكاتها على مراقبة الفيضانات التي يبلغ طولها 11 كيلومترا لوقاية المدينة من الفيضانات. ويشتمل المشروع أيضا على إنارة الشوارع باستخدام الطاقة الشمسية الذي كان في مرحلة من المراحل المصدر الوحيد للنور في المدينة.

مشاركة :