رحيل الحكومات الاردنية غالبا ما يحدث لاسباب اما سياسية تتعلق بظروف المنطقة والمتغيرات الدولية، أو لاسباب تعود لعدم القدرة على التعامل مع ظروف اقتصادية محلية، او لاسباب تتصل بهشاشة الفريق الحكومي ونشوء صراعات داخل هذا الفريق.نضيف هنا اسباب اخرى لمسناها منذ تشكيل حكومة هاني الملقي تتعلق بوجود وزراء تأزيم يفجرون الحكومة من الداخل نتيجة لاجواء التوتر التي يخلقونها مع المواطنين الاردنيين.حكومة الدكتور الرزاز شهدت تزايد في اعداد هذا النوع من وزراءالتأزيم، حيث تسهم تصرفات وقرارات وزراء التأزيم في تأجيج مشاعر الاردنيين وتخلق أجواءتوتر ونقمة لدى الناس على الحكومة واولي الامر.مشاهد وتصرفات متعددة من وزراء التأزيم أسهمت في انخفاض شعبية حكومة الرزاز لدرجة أنها سجلت أرقام ونسب قياسية في اضمحلال شعبية هذا الحكومة.أحد الوزراء الشباب في حكومة الرزاز يتطاول على رئيس جامعة حكومية معين بإرادة ملكية ويتفوه بكلمات جهوية تهدد النسيج واللحمة الوطنية....وزير آخر يتصرف بطريقة دكتاتورية مستبدة وينقل موظف في مستشفى لانه تجرأ وكشف العجز الكبير الذي يعانيه ذلك المستشفى من عدم توفر المعدات والادوات اللازمة لعمله...وزير مسن تجاوز عمره الثمانين حولا يقيل الامين العام لوزارته الذي لم يتجاوز عمره ٤٦ عاما....وزير شاب آخر يقوم بتوجيه انذار لرئيس بلدية منتخب من قبل ٤٠٠٠٠ مواطن لانه تجرأ على مخاطبة رئيس الحكومة ومتجاوزا لصاحب العظمة معاليه.تناسى صاحب العظمة أن البلديات تتمتع بشخصيات اعتبارية واستقلال مالي واداري بموجب القانون.....هل يدرك الرزاز أن خياراته في هؤلاء الوزراء كانت غير موفقه! هل يدرك الرزاز أن التصرفات النزقة لهؤلاء الوزراء تؤجج مشاعر الاردنيين على مؤسساتهم وحكومتهم! الا يدرك رئيس الحكومة أن مثل هؤلاء الوزراء ليسوا رجال دولة ولا يتصفون بالاناة والافق الواسع الذي يتطلبه إشغال مواقع وزارية متقدمة!التغيير الوزاري لم يصبح خيارا وانما اصبح ضرورة وطنيه.وزراء التأزيم الاربعه في هذه الحكومة يزيدون المسافة بين المواطن ونظامه السياسي وليس المسافة بين الحكومة والمواطن فقط. العمر ومجرد العمر ليس هو العامل الاكبر الذي يضمن كفاءة وحصافة الوزير. وزراء التأزيم سواء كانوا شباب ديجتاليون او كهول "متشبشبون" لا تتوفر فيهم المواصفات السياسية والشخصية التي تؤهلهم للتعامل مع قضايا الناس والصبر على سماع معاناتهم وقضاء حوائجهم.الوزير هو شخصية قيادية كنا نعتقد أنها الاقرب الى وجدان المواطن والاكثر حرصا على رضاه، ولكن يبدو أن الامور تغيرت حيث ان وزراء التأزيم تأخذهم العزة بالاثم مستمرئين غلاظتهم واسائاتهم لمواطنيهم فهل يدرك الدكتور الرزاز ان حكومته أصبحت في مهب الريح! وهل يدرك دولته أن أعين ملك البلاد واجهزة الدولة الرقابية تتابع ما يحصل من سلوكات استفزازية من وزراء التأزيم في حكومته؟ على الحكومة أن تحزم حقائبها فهي لم تعد مرغوبة برلمانيا ولا شعبيا ولا رسميا فهل يلتقط الدكتور الرزاز الرسالة........
مشاركة :