أكد سعادة الأستاذ الدكتور جمال سند السويدي، مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، أن احتفال دولة الإمارات العربية المتحدة بـ«اليوم الدولي للعمل الخيري»، الذي يصادف الخامس من سبتمبر من كل عام، يعدّ فرصة ذهبية لتأكيد دور الدولة الإنساني؛ بوصفها صاحبة البصمة الأنصع والأكثر إشراقاً على مستوى العالم، في تحويل العمل الخيري إلى ثقافة وسلوك فردي ومجتمعي ومؤسسي راسخ، أرسى دعائمه الأب المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه؛ من خلال تعزيز قيم المسؤولية الاجتماعية، والتطوع، وخدمة الإنسان في كل مكان. وقال د. السويدي: إن المواطن يفخر بما قدمته دولة الإمارات العربية المتحدة؛ قيادة وحكومة وشعباً، من دعمٍ ومساندة للمتضررين كافة في كل مكان، حاملة شعار «الإنسان أولاً» حتى تحولت إلى مثالٍ في العطاء والتضامن والمساعدة والتعاون وحب الخير، وهو ما أكده صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، خلال استقبال سموه فريق «سفراء العطاء» الطلابي، في أغسطس الماضي، في أن «دولة الإمارات العربية المتحدة، بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، أرست نهجاً ثابتاً ومنظومة عملٍ تطوعي أصيلة بجهود أبنائها؛ بما تحمله من قِيم والتزام أخلاقي تجاه خدمة الإنسان، وسعادته، وصون كرامته أينما كان». وأشار د. السويدي إلى أن وجود ما يزيد على 45 جهة مانحة ومؤسسة إنسانية وجمعية خيرية في دولة الإمارات العربية المتحدة، تمد يد العون إلى المحتاجين في شتى بقاع الأرض، هو خير دليل على حرص القيادة الرشيدة على توفير مختلف متطلبات الإغاثة الطارئة للمتضررين من الأزمات والطوارئ الإنسانية في العالم، من دون النظر إلى جنسياتهم أو أعراقهم أو أديانهم أو أماكنهم الجغرافية، حيث يشهد على ذلك تبوُّء دولة الإمارات العربية المتحدة المركز الأول عالمياً كأكبر جهة مانحة للمساعدات الخارجية في العالم في عام 2017؛ قدمت خلاله مساعدات إنمائية بقيمة 19.32 مليار درهم؛ دعماً للخطط التنموية التي تنفذها الدول المستفيدة. واعتبر السويدي أن دولة الإمارات العربية المتحدة تعيش عام 2019، «عام التسامح»، في ظِلّ قيادة حكيمة علّمت أبناءها أن يكونوا نموذجاً يحتذى به في التطوع وفعل الخير والعطاء، ووجهت مؤسساتها نحو اعتماد أطر تنظيمية وتشريعية تتسم بالمرونة، وتفسح المجال أمام فئات المجتمع للإسهام في الأعمال الخيرية؛ وهو ما حفّز جمعية رعاية مرضى السرطان «رحمة» التي تأسست في سبتمبر عام 2015، لبذل كل ما بوسعها لمكافحة مرض السرطان ومساعدة المصابين به؛ من خلال حشد الموارد لخدمة ودعم هؤلاء المرضى، حيث ساهمت «رحمة» في علاج نحو 166 من المحتاجين من مرضى السرطان، ينحدرون من 24 جنسية، بتكلفة بلغت نحو 4.6 مليون درهم، فضلاً عن تنظيم الجمعية أنشطة تهدف إلى رفع وعي المجتمع بمرض السرطان، وزيارات للمستشفيات لتقديم الدعم والمساعدة لمرضى السرطان وعوائلهم، وجلسات للدعم المعنوي للمصابين بالمرض، يديرها اختصاصيون نفسيون؛ بما يسهم في دعم الجهود التي تبذلها دولتنا الحبيبة وقيادتنا الرشيدة، حتى ينعم الجميع بالصحة والخير.
مشاركة :