المرأة : أم المعارك ! | أمل زاهد

  • 4/27/2015
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

تثبت قضايا المرأة السعودية مرة بعد مرة أنها الأقدر على حرف انتباه الشارع وتوجيه دفته ، لتخفت حتى أصوات الحروب والخطوب الجلل أمام ضراوة أم المعارك : المرأة ! فيكفي قضية كشف وجه المرأة في نقاش تلفزيوني لتشعل ساحات التواصل الاجتماعي وتؤججها،.. بين منافح عن الاختلاف الفقهي القائل بالكشف ، وبين مناهض لأية رؤية قد تجرؤ على الاقتراب من حائط «الخصوصية «! وتتوالى قضايا المرأة وتتعدد « الهاشتاقات « التي تخصها مستأثرة باهتمام الشارع السعودي!.مابين شد وجذب وكر وفر بين فسطاطي التحديث والتقليد ، فيما يتوجس الأخير خيفة من ذوبان خصوصيته تحت وطأة الفضاءات السيبرانية التي باتت مفتوحة على احتمالات قراءات مختلفة للدين ، وتزلزل ثباتها أمام شراسة إكراهات الواقع الاقتصادية والسوسيوثقافية . ليشتعل الجدل في قضايا عملها، وقيادتها ، وكشف وجهها ، وصوتها، وصورتها على الهوية الوطنية.. إلى آخر ما في القائمة . مما يدفعني لمقاربة سؤال محورية مواضيع المرأة وقدرتها على إثارة التجاذبات وإشعال أوار المعارك في مشهدنا ، لنعيد اجترار ذات الجدليات -بحذافيرها- دون كلل ، ودون حتى إثارة الأسئلة عن عدم قدرتنا على تجاوز حالة العقم البائسة التي نقبع فيها منذ زمن ، وفشلنا في إنجاب صيغ جديدة لتطبيع العلاقة مع المرأة . حتى ليبدو لمن يشهد هذه الجدليات من الخارج وكأننا نعيش خارج الزمن والتاريخ ، غير قادرين على استيلاد أسئلة جديدة تقتضيها شروط التنمية ولزومياتها ، وتحديات زمننا المتأجج بالتغيرات المفصلية . وهنا يختزل الفساد في جسدها وتغطية وجهها-على سبيل المثال- بدلاً من الدخول في أسئلة الفساد المالي والإداري الشائكة وكيفية تقليصه، وليصبح الاختلاط هو قضيتنا الأولى بدلاً من أسئلة مؤسسات المجتمع المدني المستقلة وكم خسرنا من عدم تفعيلها .. إلى غير ذلك من القضايا الملحَّة اليوم أكثر من أي يوم مضى. لا أزعم أني أمتلك إجابات سحرية عن كيفية الخروج من ساقية هذه الجدليات التي ندور في رحاها «محلك سر» ، ولا كيف نستطيع أن ننتقل من حالة الجدل العقيم إلى الجدل المثمر الذي ينتج عادة من تدافع الأفكار وتصارعها في المجتمعات الحية ، ولكني أتصور أن إثارة الأسئلة واستنطاقها وتحفيزها هو بداية الطريق. ويبقى السؤال المُلح اليوم في أن نكون أو لا نكون ، فإما أن نكون دولة حديثة تتبنى الإجراءات التي تدفع بنا قدماً على طريق التنمية دون خلط بين الديني والثقافي ، أو لا نكون .. بالإصرار على التنقيب في دفاتر الماضي بحثاً عن حلول لإشكاليات -جلّها- ثقافي ثم إرفاقها بدفوع دينية محللة أو فتاوى محرمة، لنعود لذات المربع الجدلي من جديد! amal_zahid@hotmail.com

مشاركة :