«البلوك تشين» والحرب ضد النفايات البلاستيكية «1من 2»

  • 9/9/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تستخدم الشركات الناشئة تقنية "البلوك تشين" في سبيل تقليل النفايات البلاستيكية، لكن لم تنجح التكنولوجيا حتى اليوم في قيادة التغيير الحقيقي. ويصعب على التنفيذيين غالبا إدراك متى تصبح التكنولوجيا الجديدة جاهزة للاستخدام، وينطبق ذلك على "البلوك تشين"، يعد ذلك مثيرا للسخرية نظرا لأنه يتم تقديم "البلوك تشين" كتكنولوجيا موثوقة. يمكن اعتبار "بلوك تشين" شبكات افتراضية للسجلات قادرة على تخزين البيانات وتوزيعها بأمان دون الحاجة إلى وسيط. على عكس معظم التقنيات الرقمية المستخدمة لتسهيل الاتصال والعمليات المتكررة، تستطيع "البلوك تشين" تقسيم وتوزيع وتحويل أي قيمة بأمان إلى الأفراد على الشبكة مثل تصويت الأشخاص أو أصولهم المالية. أثبتت "البلوك تشين" قدرتها على تصميم وتحويل قيمة فريدة إلى أصول بعينها، وجدارتها في مساعدة الأسواق الجديدة الناشئة مثل "بيتكوين" و"إيثر". كما تستخدم اليوم في إيجاد حلول لبعض التحديات العالمية الملحة. التعبئة والتغليف بالمواد البلاستيكية: تحويل النفايات إلى أصول من المجالات التي تعد فيها تقنية "البلوك تشين" بالغة الأهمية في سبيل إحداث تغيير أزمة النفايات البلاستيكية. قدر الاقتصاديون في 2019 حجم النفايات البلاستيكية بما يقارب 6.3 مليار طن متري، بقيمة تصل إلى 7.2 تريليون دولار 90.5 في المائة من النفايات البلاستيكية لا يعاد تدويرها. بناء على تلك النسبة من المتوقع أن يصل حجم النفايات البلاستيكية بحلول عام 2050 إلى 12 مليار طن متري، بما يفوق حجم جميع الأسماك الموجودة في المحيط، وخسائر اقتصادية تزيد على 14 تريليون دولار. تدعو التقنيات الرقمية بما في ذلك وسائل التواصل الاجتماعي والتطبيقات، إلى سلوكيات إعادة التدوير وقيادة التغيير، ونجحت في نشر التوعية بأهمية المشكلة. على سبيل المثال قامت جمعية Litterati بإنشاء تطبيق لمشاركة صور نفايات تحمل العلامة التجارية والنوع. حقق التطبيق نجاحات عديدة بما في ذلك المؤسسات العامة التي قامت بالاستغناء عن البلاستيك في التغليف وتحولت إلى الورق بعد أن وثق الطلاب حجم النفايات البلاستيكية في محيط مدرستهم. إلى جانب الوعي العام، يتطلب إيجاد حل لتحدي النفايات البلاستيكية تحولا كبيرا في السلوك العام، في سبيل إيقاف عملية التخلص من العبوات عبر رميها في الطبيعة، وزيادة الموارد بهدف تغيير وتسريع عملية الابتكار. حاليا معظم المبادرات في هذا المجال التي يقوم بها المصنعون وتجار التجزئة ومعاهد الأبحاث، والمنظمات غير الحكومية، وإدارة النفايات غير مسموعة الأمر الذي يحد من تأثيرها، فهي محصورة بأطر تقليدية للتفكير بدلا من البحث عن تحول منهجي. يتطلب مثل هذا التحول تغيير القيمة الفعلية للمواد البلاستيكية المستخدمة في التغليف والتعبئة حيث يتم اعتبارها أحد الأصول بدلا من النفايات. يجب أن تكون المعايير الاقتصادية والاجتماعية والبيئية متماشية وأن تكون آليات السوق مصممة بشكل يعزز هذه القيمة وتحويلها وتبادلها. قد يأخذ ذلك شكل أرصدة مشفرة أو سجلات "بلوك تشين"، ولضمان فعاليتها، يجب أن تشمل الاعتمادات جميع المعايير المذكورة أعلاه. التطور التكنولوجي في إدارة النفايات البلاستيكية: التطورات التكنولوجية موجودة بالفعل للمساعدة على كل خطوة من خطوات عملية إدارة النفايات البلاستيكية -بداية من إيجاد الأصول إلى التحويل والتبادل. على سبيل المثال، في سبيل تحسين عملية تجميع وإعادة تدوير النفايات والحد من الفقر في جميع أنحاء العالم، قامت الشركة الكندية "بلاستيك بنك" بإنشاء مراكز تجميع في هاييتي والفلبين وإندونيسيا، سيتم افتتاح مراكز جديدة في مصر وكولومبيا مهمتها شراء النفايات البلاستيكية بحسب النوع والوزن، حيث يأخذ المشاركون النفايات البلاستيكية إلى أحد مراكز تجميع النفايات البلاستيكية، ويحصلون في المقابل على رصيد في التطبيق المبني على "البلوك تشين" باستخدام عقود ذكية بإمكانهم الولوج إليها من خلال أجهزة المحمول. ركزت مبادرة Circularise وهي شركة هولندية ناشئة أسست في 2016 على مبدأ الشفافية في تقييم الأصول ونقلها. أنشأت Circularise حلا بالاعتماد على "البلوك تشين" يوفر نظام تسعير دقيقا لجميع المواد المعاد تدويرها، وبإمكانه الإشارة إلى عدد المرات التي تمت فيها إعادة تدوير المنتج. على سبيل المثال، في المنسوجات والبلاستيك يتم نقل المعلومات عن المحتويات المعاد تدويرها إلى مالك العلامة مثل "كالفن كلاين" من خلال الاستفادة من نظام Circularise وتقنية تتبع لطرف ثالث.

مشاركة :