التلوث بالنفايات البلاستيكية هل هي مشكلة عابرة؟ «2 من 2»

  • 7/9/2023
  • 23:37
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

على الرغم من التحولات الإيجابية في الوعي بالتلوث بالنفايات البلاستيكية وإدارته، لا يزال هذا النوع من التلوث يكلف دول المنطقة نحو 0.8 في المائة من إجمالي الناتج المحلي، في المتوسط، كل عام. ويؤثر التلوث بالنفايات البلاستيكية في السياحة ومصائد الأسماك والنقل البحري وحياة الناس في جميع أنحاء المنطقة. ولن تتمكن أي دولة تعمل بمعزل عن غيرها من التصدي بفعالية لتحد بهذا الحجم. نظرا لأن المحيطات لا تعرف حدودا، فهذا يجعل من التلوث بالنفايات البلاستيكية قضية عابرة للحدود وتتطلب حلولا عابرة للحدود. وتعمل الوحدة التابعة لقطاع الممارسات العالمية للبيئة والموارد الطبيعية والاقتصاد الأزرق في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والبرنامج العالمي للاقتصاد الأزرق، وهو صندوق استئماني شامل متعدد المانحين يديره البنك الدولي ويساند التنمية المستدامة والمتكاملة للموارد البحرية والساحلية في المحيطات النظيفة، داخل الدول وفي أنحاء المنطقة، على تسجيل الشواهد والأدلة وعرضها بغرض تدعيم القدرات العلمية وتهيئة الفرص للتعاون الإقليمي وفيما بين القطاعات المختلفة. ومن شأن هذه العناصر مجتمعة أن تزود جميع أصحاب المصلحة المعنيين بالمعلومات التي يحتاجونها للتوصل بشكل جماعي إلى قرارات لن تعمل على تحسين مستوى الاقتصاد الأزرق فحسب، بل ستمكنه أيضا من القيام بدور رائد في تنمية المنطقة. وهنا لا بد من سرد وذكر حقائق أساسية: أولا، يدر الاقتصاد الأزرق 450 مليار دولار سنويا في منطقة البحر المتوسط. ثانيا، يشكل التلوث بالنفايات البلاستيكية تهديدا لإمكانات نمو الاقتصاد الأزرق الذي يشمل مصائد الأسماك، والسياحة الساحلية، والنقل البحري، فضلا عن القطاعات الناشئة مثل التكنولوجيا الحيوية والطاقة البحرية المتجددة وتربية الأحياء المائية، وكلها تعتمد على سلامة المحيطات القادرة على تقديم خدمات النظام الإيكولوجي الأساسية. ثالثا، تشهد منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أعلى بصمة من حيث نصيب الفرد من تسريب النفايات البلاستيكية إلى البيئة البحرية، حيث يلقي المواطن العادي في المنطقة أكثر من ستة كيلوجرامات من النفايات البلاستيكية في المحيطات كل عام. رابعا، من شأن القضاء على التلوث بالنفايات البلاستيكية أن يحد من المخاطر التي تهدد صحة الإنسان والبيئة، فضلا عن انبعاثات الكربون ودفع عجلة الاقتصاد الأزرق في المنطقة. خامسا، من أجل القضاء على التلوث بالنفايات البلاستيكية، يجب اتخاذ إجراءات معينة في كل مرحلة من مراحل دورة حياة البلاستيك ـ بدءا من خفض الإنتاج، مرورا بإعادة تصميم المنتجات، وانتهاء بتحسين مستوى إدارة النفايات.

مشاركة :