من المحتمل أن يظهر عديد من الحلول لتسريع وتشجيع ممارسات إعادة تدوير العبوات البلاستيكية على مستوى الشركة. مثال على ذلك شركة إمباور، وهي شركة ناشئة تستخدم "البلوكتشين" بهدف تعزيز إعادة التدوير القائمة على مبدأ التبرع. مقابل كل يورو تتبرع به الشركة تلتزم "إمباور" بتنظيف كمية النفايات البلاستيكية نفسها بالوزن. لذلك، فإذا ما تبرعت "نستله" بمبلغ 1000 يورو ستلتزم "إمباور" بتجميع 1000 كجم "1 يورو/كجم" لأي من النفايات البلاستيكية الخاصة بشركة نستله. تمتد الفرص التي تتيحها "البلوكتشين" إلى أبعد من ذلك. فدورها كأداة تمكين في إنشاء الأصول ونقلها يعني أن بإمكانها ربط جميع العبوات البلاستيكية بالمستهلك، حيث يمكن التعامل معها كأصل ذي قيمة نقدية واجتماعية وبيئية واضحة. يمكن تحقيق ذلك من خلال تبني تقنيات مثل FID أو NTFS أو إنترنت الأشياء، التي تستخدم اليوم في تعقب المنتجات من خلال سلسلة التوريد. قد يكون رمز الاستجابة السريع QR خيارا آخر من خلال طبعه على العبوات. فمن خلال مسح بسيط للرمز يمكن ربط المعلومات بالتطبيق بشكل تلقائي وإنشاء أرصدة مشفرة. تكون "البلوكتشين" أيضا بمنزلة مصدر لإنشاء وثيقة رسمية لكل منتج يحمل معلومات قيمة حول ميزات التغليف والتعبئة، بما في ذلك المواد المستخدمة، ونسبة المواد الخام مقابل المدورة، وأصل المواد وحتى عدد المرات التي تمت فيها إعادة تدويرها. يكمن السر في إضافة قيمة للنفايات بتقارب قيمة المواد البلاستيكية الصفر في الوقت الحالي، ما يجعل إمكانية نجاح أي نموذج عمل جديد مستحيلة. يتطلب ذلك إعادة مراجعة. قد يكون هناك حل من خلال الاستعارة من نموذج المملكة المتحدة القائم على أخذ دفعة مقدمة مقابل الإرجاع. يكون ذلك بإضافة مبلغ قليل على السعر النهائي للمنتج، حيث يكون مسترجعا عند إرجاع العبوة الفارغة للمتجر. في حالة التغليف والتعبئة بالمواد البلاستيكية، يتسلم المستهلك رصيدا مشفرا ويصبح مسؤولا عن التخلص من العبوات في الحاويات المناسبة. كما أسهمت القروض الصغيرة في إحداث تحول في التنمية العالمية، فإن تغييرا بسيطا في القيمة المحددة للتعبئة وربطها بالمستهلك من خلال "البلوكتشين" بإمكانه تحويل سلوك المستهلك والمشاريع الريادية في العقود المقبلة إلى حد كبير. إذا أخذنا في الحسبان رواد التكنولوجيا، من وسائل التواصل الاجتماعي "فيسبوك" إلى التجارة الإلكترونية "أمازون" والأسواق الإلكترونية Airbnb، فمن الواضح أن هناك فرصا هائلة ومزايا استثنائية يمكن امتلاكها من خلال الاستفادة من "البلوكتشين" في الأسواق الرقمية الناشئة، حيث لا يزال تقييم الأصول غير رسمي. تناول قضية التلوث بالنفايات البلاستيكية ليس استثناء. من المطلوب وجود بطل يقود التغيير، سواء كان من داخل المجال أو خارجه، يفهم الفرص التي تتيحها تقنية البلوكتشين، ولديه البصيرة والموارد اللازمة لاستخدامها في سبيل إحداث تغيير مستدام وشامل.
مشاركة :