حِين كَتبتُ عَن الثُّقلاء، استزَادني النَّاس، وطَلبوا المَزيد، ويَبدو أنَّ ذَلك رَاجِع إلَى كَثرة الثُّقلاء، وانتشَارهم في المَجَالِس.. ونَظرًا لأنَّ هَذا الطَّلب وَافق هَوىً في نَفسي، فقَد شَمّرتُ عَن سَاعديّ القَلَم، وبَدأتُ أَكتُب، بَاحِثًا عَن جذور الثُّقلاء، ومَتَى كَان ظهُورهم؟! بَحثتُ في المَسألة، فوَجدتُ أنَّ العلاّمة "يوسف الميلوي" يَقول في كِتَابه "رحلة الغريب ونحلة الأريب": (قَال أبوهريرة: "ذَكَر الله الثُّقلاء في كِتَابه العَزيز فقَال: فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا")..! ويَروي صَاحب نَفس الكِتَاب قصّة أُخرَى، تَقول: (مَرّ بَعض الظُّرفَاء بصَديقٍ لَهم، ومَعه أَحد الثُّقلاء، فقَال الصَّديق: كَيف حَالك؟ فأنشَد الظَّريف قَائلاً: وَقَائِلٌ كَيْفَ أَنْتَ؟ قُلْتُ لَهُ هَذَا جَلِيسِي، فَمَا تَرَى حَالِي؟ وسُئل بَعض الحُكَمَاء: (لِمَ صَارَ الثَّقيل أثقَل مِن الحِمل الثَّقيل؟ قَال: لأنَّ الحِمل الثَّقيل؛ يُشَارك البَدَن الرّوح في حَمله، والثَّقيل؛ تَنفرد الرّوح بحَمله وَحدها)..! واشتَكَى "أحمد بن الحسين" مِن الثُّقلاء، فقَال: (عَلامة الثَّقيل أنَّه يُطيل الجلُوس، ويُصدّع الرّؤوس، ويُوحش النّفوس)..! وقِيل لحَكيم: (مَا أَعمّ الأشيَاء نَفعًا؟ فقَال: مَوتُ الثُّقلاء)..! حَسنًا.. مَاذا بَقي؟! بَقي القَول: لله درُّ تُراثنا، الذي لَم نَقرأه بشَكلٍ صَحيح، فقَد بَيّن لَنَا الثُّقلاء، ومِن أَطْرَف مَا قَرأتُ، قصّة "الأسود بن سليم"، حَيثُ كَان إذَا رَأَى ثَقيلاً أَغمض عَينيه، وقَال: (استَرَاح العميَان).. وعَلى سِيرة العميَان، أُضيفُ إلَى ذَلك وَصيّة الإمام "الأعمش" التي يَقول فِيها: (إذَا كَان عَن يَسارك في الصَّلاة ثَقيل، فتَسليمة وَاحِدة عَن اليَمين تُجزئك)- (أخبَار الثُّقلَاء للزَّمزمي ص 53)..!! T: Arfaj1 Arfaj555@yahoo.com تويتر: Arfaj1 Arfaj555@yahoo.com
مشاركة :