تحذير الحالمين من آفات النحويين | أحمد عبد الرحمن العرفج

  • 1/14/2015
  • 00:00
  • 27
  • 0
  • 0
news-picture

طَرَائِف النَّحويين تَملأ كُتُب التُّراث، وإن كُنتُ أُعجَب بالحِسّ العَقلي الذي يَتمتَّع بِهِ أهل النَّحو، حَيثُ إنَّهم لا يَستشهدون بكَثير مِن الآثَار، التي يَعتبرها المُجتمع مِن الأشيَاء المُسلَّم بِهَا، ورَغم هَذا الإعجَاب، إلَّا أنَّ بَعض أَهل النَّحو يُحبطونك بكميّة اللامبالاة التي يَعيشون فِيها.. وحتَّى لَا نُطيل في النَّقد .. إليكُم الأمثِلَة: تَقول بَعض الكُتب: (إنَّ نَحويًّا وَقع في بَالوعة، فجَاء كَنّاس ليُخرجه، فصَاح الكنّاس ليَعلم أهو حَي أم لَا، فقَال لَه النَّحوي: اطلُب لِي حَبلًا دَقيقًا، وشدّني شَدًّا وَثيقًا، واجذبْنِي جَذبًا رَقيقًا. فقَال لَه الكَنَّاس: امرَأتي طَالق إنْ أخرجتك منها، وتَركه وانصرَف).. بالله عَليكم هَل رَأيتم "لَا مُبَالاة" أكثَر مِن ذَلك..؟! وحتَّى لَا يَكون الإنسَان مُستَهدِفًا قصَصًا بعَينها، إليكُم قصّة أُخرَى مِن مِئَات القصَص؛ التي تُروى عَن لا مُبَالاة بَعض النَّحويين.. تَقول القصّة: (وَقَع بَين الأعمَش وبَين امرَأته وحشَة وفراق، فسَأل بَعض أصحَابه مِن الفُقهَاء أن يُرضيهَا، ويُصلح بَينهما، فدَخل إليهَا وقال: "إنَّ أبَا مَحمد شَيخٌ كبير، فلا يزهدنّك فِيهِ عمش عَينيه، ودِقّة سَاقيه، وضَعف رُكبتيه، ونَتِن إبطيه، وبُخر فِيهِ، وجمُود كفّيه". فقَال الأعمَش: قُم قبّحك الله، فقَد أَريتها مِن عيوبِي مَا لَم تَكن تَعرفه)..! أمَّا القصّة الأخيرَة فتُؤكِّد أنَّ بَعض النَّحويين - غَالبًا - مَا يَقعون ضَحية لأقوَال لسَانهم، حَيثُ تَروي كتب التُّراث (أنَّ رَجُلًا نَحويًّا قَال لابنه: "إذَا أَردت أنْ تَتكلّم في شيء، فأعرضه عَلى عَقلك، وفكّر فِيهِ بجُهدك حتَّى تُقوّمه، ثُمَّ أَخرج الكَلِمَة مُقوّمة".. فبينمَا هُمَا جَالِسَان في الشِّتَاء، والنَّار مُشْتَعِلة، فوَقَعَت شرَارة في جبّته وهو غَافِل عَنها؛ والابن يَرَاها، فسَكَتَ سَاعَة يُفكِّر ثُمَّ قَال: "يَا أبتِ أُريد أن أَقول لَكَ شَيئًا، أفتَأْذَن لِي فِيهِ؟"، قَال أَبُوه: "إذَا كَان حقًّا فتكلّم"، قَال: "أرَاه حَقًّا"، فقَال: "قُل"، قَال: "إنّي أرَى شَيئًا أَحْمَر عَلى جبّتك"، قَال: "مَا هو؟"، قَال: "شرَارة وَقعت عَلى جبّتك"، فنَظَرَ الأَب إلَى جبّته، وقَد احتَرَق مِنها جُزءٌ كَبير، فقَال لابنه: "لِمَاذَا لم تُعلمني سَريعًا؟"، قَال: "فكَّرتُ فِي الأَمر كَما أَمرتني، ثُمَّ قوّمت الكَلام وتَكلّمت"، فنَهره الأَب وقَال: "لا تَتكلّم بالنَّحو أبدًا")..! حَسنًا.. مَاذا بَقي؟! بَقي القَول: اقرَؤوا وتَأمَّلوا، واسمَعُوا وتَمتّعوا..!!! تويتر: Arfaj1 Arfaj555@yahoo.com

مشاركة :