تناقلت الصحف السودانية في أخريات عهد الرئيس المخلوع عمر البشير، خبر اعتقال مواطن أجرى عملية جراحية في القاهرة فور عودته الى الخرطوم. العملية كلفت صاحبنا نحو سبعة آلاف دولار، وليس في الدستور أو القانون الجنائي السوداني ما يمنع مواطنا سودانيا من إجراء عملية جراحية في مصر او مقديشو، كما أنه لا يعنيها في شيء كم كانت كلفة العملية الجراحية، ولكن يبدو ان السلطات السودانية لم تعترض على كون العملية أجريت في مصر، او لكونها كلفت «الشيء الفلاني»، ولكن لكونها تعلقت بأنه تحول من رجل الى امرأة.. يعني ما فيها شيء ان شيوعيا يصبح إسلاميا.. أو أن مشجع نادي المريخ يتحول الى نادي الهلال.. أو أن سودانيا يصبح كنديا او فيتناميا.. طفلة في الصف الثالث الابتدائي تصبح «عروسا وسيدة»؟ أوكي، ولكن ليس من حق شخص تضايق من بعض أجزاء جسمه ان يتخلص منها، لأنها تجعله «بين بين» فلا هو رجل كامل الرجولة ولا هو أنثى مكتملة الأنوثة، أن يستبدل أجزاء الجسم التي لا تناسب تكوينه البيولوجي بحسب قرار الطبيب المختص بأخرى من حر ماله. كان هناك طالب في جامعة الأزهر تحول الى فتاة بعملية جراحية، منهيا بذلك حقبة من الازدواج الجنسي عانى منها سنوات طويلة، وتقرر طرده من الجامعة ولم يعد إليها إلا بعد قضايا ومحاكم استغرقت نحو سبع سنوات، علما بأنه لا يوجد قانون على ظهر الأرض يمنع تحول شخص من جنس إلى آخر، لأن مثل ذلك التحول تمليه في غالب الأحوال أوضاع بيولوجية/ فسيولوجية - ومن ثم نفسية - معينة.. وكتبت هنا من قبل عن أن نحو 18 ألف شاب في تايلاند يجرون جراحات مكلفة بلا مبرر بيولوجي للتحول الى نساء لأنهم منحلون أخلاقيا ويعرفون أن لأمثالهم سوقا كبيرا في مجال السياحة الجنسية. ولكن حتى لو افترضنا ان بلدياتي هذا تحول الى أنثى من دون أن يكون قد عانى من ازدواجية الجنس، أي من دون ان يكون قد ولد مزودا بـ«العدة» الأنثوية، فإنني لا أرى مبررا لاعتقاله، فمن يريد ان يتبرأ منا نحن جنس الرجال فالباب يفوت جمل.. متضايق من أنك رجل؟ وتريد أن تتحول الى امرأة؟ وبدون سبب طبي مقبول؟ لماذا؟ ما الذي يعجبك في حال نسائنا.. فتيات مثل الشوكولاتة حلاوة ونداوة وطراوة وفي منتهى الأدب والأخلاق وكل حظهن من الاهتمام الرجالي صفافير وصرخات إعجاب بلهاء: أموت في العيون الكحيلة.. يا لطيف أنا قلبي رهيف، وتظل الحسناوات في انتظار الفارس حتى تزول الحلاوة والنداوة. ولن أكف عن التعجب من أن قلة لا تذكر من النساء يتحولن الى رجال، وهذه القلة تكون لديها هرمونات وأدوات الذكورة شبه مكتملة، بينما هناك شبان على الهبشة: إذا أحس الواحد منهم بأن صوته رخيم قال: صوتي هذا خسارة يكون رجالي.. وإذا وقع على وجهه ونزف من أنفه اتخذ من ذلك دليلا على أن هرمونات الأنوثة عنده أعلى من هرمونات الرجولة، وفكر في عملية تحويل جنس أو تحول إلى الجنس الناعم «بدون عملية»!! في دولة الإمارات مثل شاب أمام المحاكم بعد ان ملأت صوره مواقع الانترنت وهو يرتدي الملابس النسائية وشفتاه مطليتان بالأحمر والبمبي، ثم أنكر أمام القضاء أنه «عمل شيء غلط» والله عندما رأيت صوره في بوزات مختلفة حسبتها لممثلة هوليوودية من الدرجة الرابعة، أعني ذلك الصنف من الفتيات، الذي يؤدي أوسخ الأدوار في الأفلام الصفراء مقابل دريهمات معدودة. أقول للمرة الألف بعد المائة إن أتعس الناس من لا يرضى بواقع لا يملك أمر تغييره، فإذا خلقك الله امرأة فلا تحسبي أن الرجال جنس متفوق ومتميز، وإذا كنت رجلا فلا تحسد النساء على الكحل والروج والكوافير، وخصوصا في زماننا هذا حيث المسائل جاطت وهاصت وحدث تداخل بين الجنسين بدون جراحات!!!
مشاركة :