جلست أمامي وهي شاردة الفكر.. نظرت إليها وإذا بها قائلة: أتساءل أحياناً لماذا جاء به القدر طالما هو لا يعرف ولا يفهم شيئاً.. لماذا جاء به القدر وهو لا يعطيه فرصة للحياة مرة أخرى؟! كنت على درجة كبيرة من الدهشة والاستغراب.. أيعقل أن تقول الأم كل هذا بحق ابنها لماذا يا ترى؟! واصلت حديثها.. حياة كئيبة.. محبطة.. فاشلة.. حياة لا قيمة لها.. لا معنى لها.. لا جمال ولا روح فيها.. لماذا لا يفهم.. فلينظر إلى من مثل عمره.. مبدعون.. متميزون.. لماذا هو يختلف عنهم. وما هي إلا برهة وقد أغرورقت عيناها بالدموع.. حينها عرفت أن وراء هذه العبارات ألف قصة وحكاية .. ألف دمعة وألم.. هذه حالة واحدة من حالات أخرى مثلها أو قد تكون أعظم منها بكثير.. فلنفكر قليلاً.. ماذا لو استبدلنا هذه الكلمات بعبارات أخرى. فلنعلم جيداً أن أفكارنا ونوايانا هي العالقة في عقلنا الباطن.. تلك الأفكار والعبارات هي التي يمكن أن تسير بنا في قارب الحياة.. فلنختر المجداف المناسب الذي يحرك سفينتنا.. أما أن تكون سلبية ونبقى كما نحن أو أن تكون إيجابية ونصل بها إلى بر الأمان ليس من أجلنا فقط بل من أجل فلذات أكبادنا.. هناك حياة جديدة حالمة تنتظرنا لأن تلك العقبات التي صادفتنا ورافقتنا في لحظة من اللحظات هي من قدمت لنا الدروس بل هي القوة الداعمة في حياتنا ككل.. فاختاروا ما يناسب قلوبكم ولا تتسبون في شيخوخته المبكرة؛ لأن الحياة تحتاج إلى الرضا.. القناعة ومن ثم الابتسامة.. ثقوا بالله وكونوا كما أنتم لا كما تريدكم أفكاركم السلبية.] زينب جبيل
مشاركة :