سيطرت النزعة البيعية على تعاملات المؤسسات والمحافظ الأجنبية في أسواق الأسهم المحلية، خلال جلسات الأسبوع الماضي، متأثرة بحالة الترقب والحذر التي سادت أوساط المستثمرين نتيجة التوترات الجيوسياسية التي تشهدها المنطقة، ما أسهم في تواضع أحجام وقيم التداولات، بفعل انتظار المستثمرين لنتائج الشركات المدرجة مع نهاية الربع الثالث، التي من المتوقع أن تكون قاطرة تعافي الأسواق، بحسب مديري شركات وساطة. قال هؤلاء لـ«الاتحاد» إن الأسواق المالية المحلية شهدت خلال الجلسات الأخيرة عمليات تسييل وتبديل مراكز مالية على عدد من الأسهم القيادية، رغم التوجهات الشرائية التي تقوم بها المحافظ الأجنبية بهدف اقتناص الفرص الاستثمارية المتاحة في عدد من الشركات الكبرى التي تتمتع بميزات مالية وتشغيلية جيدة، متوقعين أن يزداد التوجه الشرائي من قبل المستثمرين الأجانب خلال الجلسات المقبلة مع هدوء الأوضاع السياسية التي تمر بها المنطقة في الوقت الراهن. وأضاف مديرو شركات الوساطة أن الأسهم المحلية تعرضت لعمليات ضغوط بيعية، خصوصاً على الأسهم المصرفية التي شهدت ارتفاعات متتالية مؤخراً، مؤكدين أن تواضع مستويات السيولة أسهم بشكل كبير في الضغط على المؤشرات العامة للأسواق. وذكروا أن ارتفاع وتيرة مشتريات الأجانب سيكون مرهوناً بهدوء التوترات الجيوسياسية بالمنطقة، فضلاً عن تسجيل الشركات المدرجة لنتائج فصلية إيجابية مع نهاية الربع الثالث. وأوضحوا أن المحفزات الحكومية المتعلقة بزيادة معدلات ونسب تملك الأجانب في الأسهم المحلية، لا تزال تمثل الرهان الأخير في تعافي وانتعاش الأسواق المالية، إلى جانب الاندماجات المتوقعة بين الشركات خصوصاً الكيانات العقارية العاملة بالسوق المحلي، فضلاً عن زيادة وتيرة المبادرات الحكومية المتعلقة بحماية المستثمرين المساهمين في الشركات المدرجة بالأسواق. بيع انتقائي قال إياد البريقي، مدير شركة «الأنصاري» للخدمات المالية: إن الأسهم المحلية تعرضت خلال الجلسات الأخيرة، لضغوط بيعية «انتقائية»، قامت بها المؤسسات والمحافظ الأجنبية، نتيجة التوترات الجيوسياسية التي تشهدها منطقة الخليج بعد تعرض معملي نفط تابعين لشركة «أرامكو» لحادث إرهابي، مؤكداً أن الأسواق المالية في مقدمة القطاعات الاقتصادية التي تتأثر بمثل هذه الحوادث. وأضاف البريقي أن الأسواق المحلية تأثرت بحالة من الترقب والحذر التي سيطرت على المستثمرين بعد الحادث الإرهابي، على الرغم من امتلاك الأسهم المحلية الفرص الاستثمارية المتميزة، متوقعاً عودة الأسهم لمسيرتها الصاعدة مع امتصاص موجة التراجع خلال الجلسات المقبلة، خصوصاً مع اتجاه المحافظ الأجنبية نحو اقتناص الأسهم القيادية التي وصلت لأسعار مغرية. وأوضح أن التوجه الشرائي الذي سيطر على تعاملات الأجانب في سوق أبوظبي للأوراق المالية، جاء كنتيجة مباشرة للنظرة الإيجابية للاقتصاد الوطني ككل رغم الاضطرابات التي تشهدها المنطقة، بالإضافة للتقويمات الجيدة لبعض الشركات الكبرى المدرجة، والمبادرات الرسمية لحماية أموال المساهمين، فيما تعرضت بعض الأسهم المدرجة في سوق دبي المالي لعمليات جني أرباح خصوصاً الأسهم القيادية ومنها سهما «إعمار» و«الإمارات دبي الوطني» بعدما شهدا خلال الجلسات الأخيرة ارتفاعات متتالية. فرص متاحة بدوره، قال عميد كنعان، المحلل المالي «إن سوق أبوظبي شهد، خلال جلسات الأسبوع الماضي، تعاملات إيجابية سيطرت عليها النزعة الشرائية، خصوصاً على الأسهم القيادية، ومنها سهما «أبوظبي الأول» و«اتصالات»، بعدما اقتنصت المؤسسات والمحافظ الأجنبية، الفرص المتاحة، ووصلت الأسعار لمستويات مغرية للشراء. ونوه بأن الأسهم المحلية نجحت في امتصاص تداعيات الحادث الإرهابي الذي تعرضت لها معامل شركة «أرامكو» بعد جلسة واحدة من التراجع. وأضاف كنعان أن الارتداد نحو الهبوط في الأسواق المحلية، خلال جلستي الأسبوع جاء بالتزامن مع حالة الترقب والحذر التي تشهدها قاعات التداول، متأثراً بسيطرة النزعة البيعية وعمليات جني أرباح على تعاملات المستثمرين الأجانب، مؤكداً أن الأسواق المالية المحلية كانت خلال الجلسات الأخيرة الأقل تأثراً بعمليات جني الأرباح والضغوط البيعية التي قامت بها المحافظ على مستوى بورصات الخليج. ونوه إلى أن مساعي الجهات الرقابية نحو الانتهاء من برامج إعادة الهيكلة للشركات المدرجة التي شهدت خسائر خلال المرحلة الماضية، سيكون لها تأثير إيجابي على تعاملات المستثمرين، إلى جانب الجهود الرامية لتأسيس منصة تداول لتلك الشركات، متوقعاً استمرار الزخم على تداول الأسهم الكبرى خصوصاً أسهم الشركات التي تتسم بالتوزيعات السخية على المساهمين. مسيرة الصعود قال جمال عجاج المحلل المالي: إن التوترات الجيوسياسية التي تشهدها المنطقة لا تزال تلقي بظلالها على تعاملات المستثمرين بالأسواق المحلية، ما أسهم في تراجع أحجام وقيم التداولات، التي تقودها المؤسسات والمحافظ الأجنبية، مؤكداً أن المتعاملين ينتظرون البدء في إعلانات الشركات المساهمة عن النتائج الفصلية بنهاية الربع الثالث من العام الجاري. وأضاف عجاج أن المحافظ اتجهت، نحو شراء الأسهم القيادية التي وصلت لأسعار مغرية، فيما شهدت الأسهم الصغيرة تعاملات مضاربية، جعلت الأسواق ترتد هبوطاً، متوقعاً عودة الأسهم لمواصلة مسيرة الصعود خلال الجلسات المقبلة، مستفيدة من المحفزات والبيانات الإيجابية المتوقع إعلانها قريباً، فضلاً عن امتلاك الأسهم الكبرى المدرجة بقطاعي البنوك والعقار مقومات الصعود بدعم من سيطرة النزعة الشرائية على تعاملات المستثمرين الأجانب.
مشاركة :