الأحداث المهمة تستوجب الوقوف عندها، والتعليق عليها أكثر من مرة، والاستفادة من ردود الفعل حولها، وتقييم تبعاتها، لأنها تحتوي مبادرات جديدة، ولأن نتائجها دائمًا ما تكون مصدر العديد من التكهنات للمراقبين. اعتذار المملكة عن قبول مقعدها في مجلس الأمن، أثار عدد من التكهنات، وهو بكل المقاييس صدمة لكل السياسيين والمراقبين في نيويورك، الذين يمثلون 193 دولة الأعضاء في هيئة الأمم المتحدة، لأنه يحصل لأول مرة في تاريخ هيئة الأمم، وحصل مرة واحدة قبل أكثر من 60 عامًا، عندما رفض الاتحاد السوفيتي الجلوس مع الصين، ولكنه ما لبث أن عاد، بعد أن اتخذ المجلس قرارات مهمة ضد كوريا في غيابه، وقد عبرت المملكة من قبل عن امتعاضها من ازدواجية المعايير في هيئة الأمم، الشهر الماضي، عندما امتنعت عن تقديم كلمتها السنوية التي يكفله لها نظام الهيئة. فرنسا أيّدت قرار اعتذار المملكة عن قبول مقعدها في مجلس الأمن، وبريطانيا طلبت التوسط مع الرياض لبحث سبل حل الأزمة، والأمين العام بان كي مون، له من اسمه نصيب، لازال غير مصدق، وعلى رغم من أن الخبر انتشر في كل وسائل الإعلام، بعد أقل من 24 ساعة من إعلان فوز المملكة بالعضوية، لازال يصرّ بان كي مون على أنه لم يتلقَ خطابًا رسميًا بذلك. حتى نفهم المعادلة الدولية، عضوية مجلس الأمن تتكون من الخمسة الكبار الدائمين، وعشرة مقاعد تتغير كل سنتين، ويحظى من ينتخب للمقعد بتقدير واحترام المجتمع الدولي، وهناك دول تستمر تُوظِّف لوبي سياستها الخارجية بالخفاء لسنوات للحصول عليه، وكل قارة لها عدد معين من المقاعد الخمسة، إفريقيا مقعدان، وآسيا واحد، وأوروبا الشرقية واحد، وأمريكا الجنوبية واحد، وقد حصلت المملكة على تصويت الأغلبية 176 صوتًا، عن قارة آسيا، وبدون شك قرارها سيكون مؤثرًا لو قبلت العضوية، ولكن ترجح لديها مصلحة الرفض، في خطوة ترمي إلى إعلان مواقفها السياسية في العلن. بقية للحوار: ماذا سوف يصنع مجلس الأمن في هذا الموقف؟ إما أن يتبنى الخمسة الكبار سياسة أكثر اعتدالًا تجاه القضايا الملحة خارجيًا، وبالتالي محاولة إقناع الجانب السعودي بقبول العضوية، أو قبول اعتذار المملكة وترشيح آخرين من آسيا لشغل المقعد. للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (100) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :