(الشئ الوحيد الثابت في الحياة هو التغيير)، كما يقول الفيلسوف الإغريقي، هيراقليطس، لذلك ليس غريبًا أن تتبدَّل فواتير المياه لدينا فجأة، وترتفع، بعد أن كانت شبه مجانية، ولكن من قوانين رفع مشقة التغيير عند الناس أمرين: الأول التدرُّج، والثاني معرفة ما هي مصلحتهم في التغيير. للأسف لم تستطع شركة المياه الوطنية، ولا وزارة المياه أن تتبع هذين المبدأين عندما أعلنت تطبيق زيادة فواتير المياه، بشكلٍ غير مسبوق، بدون أن تراعي التدرُّج، وبدون أن تقوم بحملة إعلامية مسبقة، لإشراك المواطن في مسؤولية المحافظة على ترشيد هذه السلعة الحيوية للحياة. يقول وزير المياه والكهرباء، كما ورد في حديثه لبرنامج ساعة حوار لقناة المجد، (لا أذيع سرًّا عندما نقول: إن ثماني مناطق في السعودية تعتمد بالدرجة الأولى على المياه الجوفية، والتحلية هي أكثر تكلفة، ومع ذلك كُنّا نحاول الترشيد في استخدام المياه الجوفية، رغم أننا أفقر الدول مائيًّا من خلال إيقاف زراعة القمح لاستهلاكه مياهًا غزيرة، وسيتم إيقاف زراعة الأعلاف قريبًا). والمفهوم من تصريح معالي الوزير، أن المواطن سيدفع عقوبة الإهمال في الترشيد، وعقوبة استخدام المياه الجوفية الناضبة. ومن جانبه، يقول الرئيس التنفيذي لشركة المياه الوطنية، ردًا على الزيادة، (يمكن للعملاء تعديل الوحدات عن طريق الفرع الإلكتروني للشركة وسيتم خدمتهم مباشرة، ما يؤدي إلى خفض قيمة الفاتورة، وأن قرار الزيادة جاء قبل أربعة أشهر من مجلس الوزراء الموقر، بتعديل تسعيرة بيع المياه والارتفاق، وخدمات الصرف الصحي للقطاع السكني والتجاري والصناعي) والمفهوم من تصريح الرئيس، أن الشركة غير مسؤولة عن التمهيد لتطبيقه. #القيادة_نتائج_لا_أقوال يقول الممثل والمخرج العالمي توم هانكس: لو كان النجاح سهلًا كان الجميع قد عمله وقام به، ولكنني أعتقد أن العظمة ارتبطت بالمشقة.
مشاركة :