المعارضة السورية تصد محاولة لاستعادة جسر الشغور

  • 5/2/2015
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

أعلنت الفصائل السورية المعارضة أمس أنها نجحت في صدّ هجوم للقوات النظامية في ريف محافظة اللاذقية كان يهدف إلى تحصين مواقعها واستعادة المناطق التي سيطرت عليها المعارضة في محافظة إدلب. ولقد اندلعت معارك عنيفة يوم أمس بين الطرفين في مناطق قريبة نسبيًا من بلدة القرداحة، مسقط رأس عائلة الرئيس السوري بشار الأسد، أدت إلى سقوط قتلى في صفوفهما. مواقع معارضة أفادت بأن الفصائل المسلحة المشكِّلة لـ«جيش الفتح» سيطرت على معبر معرطبعي، شرق مدينة أريحا الاستراتيجية في ريف إدلب، في الوقت الذي أعلن فيه عن تقدم للمعارضة في ريف اللاذقية. وبينما أشارت معلومات إلى أنّه من شأن هذه المعركة تمهيد الطريق أمام المعارضة إلى اللاذقية، قال مصدر قيادي في الجيش الحر، لـ«الشرق الأوسط»، إنّ النظام يهدف من هجومه إلى استعادة جسر الشغور، ولكن هدف المعارضة الأول من المعركة هو السيطرة على منطقة أريحا حيث تدور المعارك بشكل أساسي، ولا سيما الجسر المهم الموجود فيها، ومن ثم إسقاط حلب. وأوضح المصدر أنّ النظام يعتمد على هذا الجسر لنقل إمداداته العسكرية من ميناء اللاذقية إلى حلب، وذلك بعدما كانت المعارضة سيطرت على جسر الشغور، وهو الأمر الذي انعكس كذلك سلبا على طريق إرسالها ولم يعد يعتمد في هذا الأمر إلا على طرق في الأراضي الزراعية. وأشار إلى أن السيطرة على مدينة أريحا سيسهّل مهمة تحرير حلب. وللعلم، تعدّ أريحا آخر معقل للنظام في محافظة إدلب ككل، بالإضافة إلى أنها تتحكّم بالطريق الرئيسي بين اللاذقية - وهي الميناء الرئيسي في سوريا - وحلب. من جهة ثانية، أوضح المصدر المعارض نفسه «أنّ النظام يحاول استعادة مدينة جسر الشغور باعتماده على سياسة الأرض المحروقة، لكنه أضعف من أن يحقق ذلك، بينما سيعني نجاحنا في السيطرة على أريحا قطع الطريق نهائيا أمام هذه الإمدادات». وأردف أن «معنويات الجيش منهارة والاتصالات التي سُرّبت للعقيد سهيل الحسن خير دليل على ذلك، لا سيما أن قوات النظام تقاتل بمفردها في هذه المنطقة حيث لا وجود فيها لحزب الله أو غيره من الميليشيات، على اعتبار أنها كانت منطقة آمنة وخارجة عن خريطة المعارك». واستطرد: «ثم إنّ المعلومات التي تشير إلى أن هناك نحو 1500 مفقود من العلويين أدت إلى حالة من الرعب والقلق في صفوف الأهالي والعسكريين على حد سواء». وكانت قد سُرّبت مكالمة هاتفية قبل أيام قليلة بين العقيد الحسن، قائد قوات الجيش السوري في الجبهة، والأسد، أكد خلالها الحسن أن أكثر من 800 مقاتل سوري انسحبوا من المعارك الدائرة بينهم وبين المعارضة السورية. ويوم أمس، ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» نقلا عن مصدر في الجيش، أن طائرات مقاتلة قصفت مخابئ للمتمردين في ريف محافظة اللاذقية الشمالي وادّعت أن العشرات سقطوا بين قتيل وجريح. ومعلوم أن اللاذقية تعتبر إلى جانب العاصمة دمشق من أهم المناطق التي تسيطر عليها قوات النظام. في هذه الأثناء، أوضح رامي عبد الرحمن مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» لوكالة الصحافة الفرنسية أن الاشتباكات بين الطرفين اندلعت بعد منتصف ليل الجمعة في محيط قمة النبي يونس الاستراتيجية، التي هي النقطة العليا في محافظة اللاذقية، وتقع على الحدود الإدارية بين محافظات إدلب (شمال غرب) وحماه (وسط) واللاذقية (غرب). وشرح أن «قوات النظام تحاول التقدّم في محيط قمة النبي يونس في شمال شرق اللاذقية لتحصينها باعتبارها نقطة استراتيجية للتقدم باتجاه سهل الغاب شرقًا ومدينة جسر الشغور شمالاً». ووفق «المرصد» قتل خمسة على الأقل من عناصر المعارضة وعدد غير معروف من الجانب الموالي للحكومة. وفي هذا السياق، كان مقاتلو المعارضة قد سعوا في السابق إلى نقل معركتهم التي بدأت قبل أربع سنوات إلى مقربة من المناطق الساحلية في اللاذقية التي تسيطر عليها قوات الحكومة وتعتبر معقل الأقلية العلوية التي ينتمي إليها الأسد. وأكد مصدر من «حركة أحرار الشام» الإسلامية المعارضة أن القتال في اللاذقية يدور في جبهات جبل الأكراد، وتحديدًا بالقرب من أعلى القمم الجبلية في سوريا ومن بينها قمة النبي يونس التي تطل على قرى علوية وبلدة القرداحة. وتابع: «الاستيلاء على القمم الجبلية سيجعل القرى العلوية في مرمى نيراننا». وفي المقابل، شدد مدير «المرصد» على أن غاية جيش النظام الآن تأمين الوادي والقمم الجبلية لكي يتقدم مجددًا نحو جسر الشغور التي سيطر عليها مقاتلو المعارضة قبل أسبوع. وجاءت خسارة النظام سيطرته على مدينة جسر الشغور بعد أقل من شهر على خسارته السيطرة على مدينة إدلب مركز المحافظة. وحاليًا يقتصر وجود كتائب المعارضة في محافظة اللاذقية ذات الغالبية العلوية على المناطق الواقعة في غرب قمة النبي يونس وشمال غربيها. وبناء عليه، في حال تمكنت كتائب المعارضة من السيطرة على القمة سيصبح طريقها مفتوحا إلى الساحل، وفق عبد الرحمن. ويذكر أنه اندلعت معركة شرسة بين مقاتلي المعارضة وقوات النظام في المنطقة ذاتها أواخر أبريل (نيسان) 2013 انتهت باستيلاء قوات النظام على قمة النبي يونس.

مشاركة :