أسئلة موجهة للجامعات! | سالم بن أحمد سحاب

  • 5/3/2015
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

كيف انهار سقف ذلك المبنى الضخم (قاعة المحاضرات الكبرى) في جامعة القصيم؟ كيف صُمم هذا المبنى؟ من صمّمه؟ ومن أجاز التصميم؟ وهل العيب في التصميم أم البلاء في التنفيذ؟ أسئلة كثيرة تجول في خاطر المسؤولين هناك سواءٌ على مستوى الجامعة المتضررة أو على مستوى الإمارة الكبيرة!. وقد شُكِّلت لجنة من عدة جهات بعضها ليس ذا علاقة مباشرة بحادث فني كبير بهذا الحجم، مثل الشرطة والدفاع المدني، إلاّ إذا كانت هناك شبهة جنائية، وهو أمر مستبعد ضد مبنى لم يكتمل، وضحايا بسطاء لا ذنب لهم ولا ناقة ولا جمل. في جامعة القصيم كليتان للهندسة إحداهما في بريدة والأخرى في عنيزة، وكلية للعمارة. لكن المعتاد هو اعتبار هذه الكليات المهنية مجرد قطاعات أكاديمية، مع أن في هذه المشروعات خلال مراحلها المختلفة ابتداء بالتصميم وانتهاء بالتنفيذ والتجهيز والتأثيث فرصًا هائلة لتدريب مهندسي ومعماريي المستقبل، بل وحتى لتطوير أعضاء هيئة التدريس من خلال الاحتكاك بمشروعات ضخمة من هذا القبيل تُكلِّف مئات الملايين من الريالات. وأما الفائدة الأخرى فشيء من ضبط الجودة، إذ مع افتراض حسن النيات (وهو الأصل في ديننا وأخلاقنا)، فلربما اتضح للأكاديمي ما لم يتضح للممارس العملي، وربما اكتشف طالب في العمارة أو الهندسة ما فات على مهندس استشاري كبير. هذا الفصل الكامل بين القطاعات المختلفة قد لا يكون حسنًا طوال الوقت، بل هو يتحدى شعارات الجامعات التي تتضمن رؤى وأهدافًا تستند غالبًا إلى مزاعم جودة المخرج التعليمي وقوة إعداده. لست أعني هنا جامعة القصيم تحديدًا، وإنما هي مجرد نموذج لما ينطبق على غيرها من الجامعات ربما حتى على مستوى دول أخرى متقدمة! لكن لماذا لا يمكن تغيير هذا النموذج؟ لماذا لا يمكن تجاوز أي مشروعات طبية لحدود كليات الطب، في حين تُقضى المسائل الهندسية بليل دون علم كليات الهندسة أو العمارة. والسؤال نفسه يمكن تعميمه على مشروعات تقنية المعلومات وشبكات الحاسب الآلي وغيرها! إنها أسئلة مشروعة تقتضيها مصالح معلومة. salem_sahab@hotmail.com

مشاركة :