اليونان: السؤالان الكبير والأكبر؟ | سالم بن أحمد سحاب

  • 7/13/2015
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

بغض النظر عن نتائج الاجتماع (الحاسم) للقمة الأوروبية التي اجتمعت يوم أمس بشأن الأزمة المالية اليونانية، والتي لن تتجاوز أمرين أحلاهما مر بالنسبة لليونان ممثلة في طبقاتها الكادحة، بل ورخائها الاقتصادي الذي بات في مهب الريح. لكن يظل السؤال الكبير: كيف وصلت اليونان لهذه المرحلة البائسة؟ ما الذي أوقعها في فخ الديون الكبيرة المتراكمة؟ أما السؤال الأكبر فهو: من الدولة الأوربية التالية؟ اليونان هي البداية لكنها حتما ليست النهاية؟ هل هي سبحة ستنفرط! أم تراها حجارة دومينوز ستتساقط مهما طال بها الزمن! بعض الضوء يلقيه الكاتب الأميركي المتخصّص في الشؤون السياسية والاقتصادية، كريش كانثان في مقال له نُشر في 7 يوليو الحالي بعنوان: (كيف تم إسقاط اليونان.. من المافيا إلى «الهولوكوست» الاقتصادي!) أولاً يجزم الكاتب أن حصر القضية في (أن أثينا أنفقت الكثير من المال حتى أفلست، وأن المصارف السخيّة منحتها المال، لكنها لم تكن قادرة على دفع الفواتير بسبب سوء إدارتها للأموال التي مُنحت لها.. كل ذلك مجرد «كذبة كبيرة للغاية» ليس فيما يتعلق باليونان وحسب، ولكن أيضاً عن دول أوروبية مثل أيرلندا وأسبانيا والبرتغال وإيطاليا، وقد مارست جميعها درجات مختلفة من برامج التقشّف. إنها «الكذبة الكبرى» نفسها التي استخدمتها المصارف والشركات لاستغلال دول في أميركا اللاتينية وآسيا وأفريقيا لعقود عديدة.) ويضيف أن اليونان «لم تسقط من تلقاء نفسها بل تم إسقاطها»، مشيراً إلى أن المصارف والشركات «دمرت» الحكومة اليونانية و»دفعتها عمداً» إلى الاستدانة والحصول على قروض غير مستدامة مما يُساعد الشركات الدولية على «التربّح من استمرار الفوضى والبؤس». وشبّه القضية بأفلام المافيا، عندما تقوم عصابة ما بالسيطرة على مطعم شعبي من خلال إحراقه أو قتل أحد ملاكه أو عملائه، فتتدهور أعماله التجارية. عندها يتقدم «العرّاب» لينقذ المطعم بأمواله كعربون صداقة، ومن ثم يسيطر على حساباته وإيراداته، وتبدأ رحلة البؤس والحزن لصاحب المطعم الذي يوشك على الإفلاس، وإن كان محظوظاً سيبقى على قيد الحياة. هذه باختصار قصة (الرأسمالية بلا حدود) التي لا تخضع لأي معايير أخلاقية حتى لو كانت الضحية شعوباً بأسرها! salem_sahab@hotmail.com

مشاركة :