كره العرب منذ القدم الكذب وصاحبه واعتبروه جبانا يستخدم الكذب لتغطية ضعفه كما نبذوا الفتنة واشاعة الكلام المسيء للآخرين. والشائعة كذبة يتم تمريرها الى اوسع دائرة ولها تأثيرها على عقول العامة أن لم يتم فضحها وتوضيح الحقيقة والإشاعة من الناحية الاجتماعية كظاهرة عرفت منذ القدم و أثرت فالإنسان والمجتمعات بشكل او بآخر بالسلب او بالإيجاب. ويعرف البعض الشائعة على أنها رواية أو قضية أو معلومة تتناقل عن طريق الاتصال الشخصي وعبر وسائل الاتصال المتعددة، دون وجود مصدر يؤكد صحتها، إذ إنها اختلاق لقضية أو خبر ليس له أساس في الواقع. وقد يعبر عن هذا الخبر بالكلمة أو الرسم أو من خلال الملتقيات والندوات والأفلام وغيرها. وتظهر الشائعات وتنتشر في الأوقات التي تزداد فيها رغبات المجتمع واهتماماتهم بقضية معينة أو في أوقات الحروب وانتشار الأمراض. وهناك عدة أسباب تساعد على انتشار الشائعة، منها: إذا كانت الشائعة تتضمن معلومات أو قضية مهمة بالنسبة للجمهور ولا يوجد مصدر شفاف يوصل المعلومة بشكل صحيح ويساعد على انتشار الشائعة مصدرها ونوعية التنسيق والأدلة المرفقة معها كما تساهم الظروف الغامضة وغياب المصدر الرسمي وتجد الشائعة بيئة خصبة في المجتمعات التقليدية البسيطة ضحلة الثقافة. والعرب تعتبر الشائعة نوعا من الكذب والبهتان ونشر الفتنة خصوصا في فترة السلم يقول الشاعر العربي: لي حيلة فيمن ينمُّ فإنني أطوي حديثي دونه وخطابي لكنما الكذاب يخلق قوله ما حيلتي في المفتري الكذابِ وتنتشر الشائعات في المجتمعات التي تفتقد للمصادر الاعلامية الموثوقة او تلك التي يعرفها العامة بالتعتيم على الحقائق وللشائعة تأثيراً كبيراً على الأفراد في هذه المجتمعات. وبالتالي تكون الظروف مساعدة على انتشار الشائعات. يقول الشاعر فلاح بن مبخوت عن الكذب وتشويه الحقائق: اتعب على الصادق وكب المهابيل هذي النصيحه كان تبغى النصيحه والكذب ماحبه ولا فيه تحليل ياخنز ريحه والوصايف قبيحه لونه سوادٍ مجهمٍ كنه الليل وتعمل الشائعات في هذه المجتمعات البسيطة على تحديد اتجاهات الأفراد ونوعية ردود الفعل حول ما اشيع من معلومات او روايات، وإقرار سلوكهم وامتثالهم لمعايير الجماعة وقيمها خوفاً من النقد الذي يعد من اولويات الافراد في هذه المجتمعات.