الشعر وصور المعاناة - فالح الشراخ

  • 2/2/2014
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

خلال حقبة مضت لم تكن ثقافة الطب النفسي متواجدة بين البادية وٍسكان القرى والهجر وتم تأويل معظم الأمراض النفسية إلى أمراض عضوية أو نوع من المس أو هيام العشق كان الشاعر قريباً من هذه النواحي واستطاع أن يتفهم حقيقة المعاناة النفسية والمشاكل الوجدانية كونه الأكثر أحساسا بما يعانيه المتألم من لوعات الفراق والعشق، ومن خلال شاعريته عالج بعض هذه الأمراض وعايش مع الأفراد معاناتهم وذلك من واقع التجربة والاحتكاك المباشر والتفاعل المستمر مع البشر أكبر برهان على مصداقية نقل الخبرة للآخرين، ولقد كانت معاناة الشعراء هي الأكثر تأثيرا، ومن واقع هذه التجربة الوجدانية لا يودون أن تسود هذه الحالة في أحبابهم. وبالتأكيد للمشاكل النفسية والمعاناة المستمرة من الهموم اياً كانت مصادرها انعكاس سلبي على البدن نفسياً وعضوياً، ومن واقع هذا التأثير السلبي حذر الشعراء وبطريقتهم من الضيقة وأخذ الدنيا بسعة صدر. يقول الأمير خالد الفيصل في صورة شعرية رائعة للمعالجة النفسية: ياضايق الصدر بالله وسع الخاطر دنياك يا زين ما تستاهل الضيقه ويقول الشاعر الامير محمد الاحمد السديري في صورة شعرية تجسد المعالجة من زاوية تحفظ للنفس كرامتها من شماتة الآخرين مع أهمية الحرص على خصوصية الوضع: كم واحد له غاية ماهرجها يكنها لو هو للادنين محتاج يخاف من عوجا طوال عوجها هرجت قفا يركض بها كل هراج كما أن الإفصاح والشكوى للناس عن المشكلة النفسية يزيدان الأمر سوءاً فليس لديهم إلا الشماتة وكشف السر، وبالتالي تفاقم المشكلة وتزايد المعاناة ولذا أصبح للشاعر دور في ذلك فقد نصح بأهمية الصبر، وعدم الشكوى حتى لا يطلع الآخرون على مكنونه، وبالتالي يدلي كل بدلوه ووسط هذه الظروف النفسية يحتاج الإنسان الى نديم يتحدث معه ولم يهمل الشاعر هذا الدور فقد أوصى بالشكوى للرفيق الموالي يقول غازى بن عون: ياخضير لاتشكى على العام والخاص شكواك تحرها الرفيق الموال والإنسان بطبيعته مجبر على معايشة البشر والعيش في مجتمعهم وهذا الحيز يضم وينبثق عن أي احتكاك مع الآخرين تصرف إيجابي أو سلبي، ويضم هذا الحيز والمحيط الخارجي أيضاً من البشر ضعاف النفوس، البعض قد يتحملهم ويساير عقلياتهم والبعض الآخر لا يطيقهم ويفضل الانعزال عنهم يقول الشاعر محمد بن فطيس: الضيقة اللي دايمٍ تالي عصير وش حيلتي وأردها لا تجيني

مشاركة :