وقال محمد بن فايل الطارشي: إن "من الظواهر الكتابية أيضا "التعقيبة" وهي الكلمة التي في أسفل الصفحة اليمنى غالبا لتدل على بدء الصفحة التي تليها، وتسمى أيضا لفظ التتابع بين الصفحات وهو نوع من الترقيم استخدمه القدماء لترتيب مؤلفاتهم وهي أن يثبت الناسخ في نهاية المصحف تحت آخر كلمة من السطر الأخير أول كلمة أو كلمتين من الصفحة الموالية لها للدلالة على تسلسل النص، وكانوا يفعلون ذلك ليهتدوا إلى ترتيب الأوراق عند اضطراب هذا الترتيب لسبب تفكك أوراق المخطوط وغير ذلك". وبين الطارشي أنه "لم تقتصر أيضا الزخرفة عن الظواهر الكتابية وأول المخطوط وآخره بل امتدت الزخرفة أيضا إلى دفتي المخطوط وهو الجلد وأيضا إلى لسانها وداخلها، فقد تم تبطين بعض المصاحف بقماش من الحرير، ووقفت على مصاحف عمانية محفوظة في مكتبة وزارة التراث والثقافة برقم حفظ 4891، والتبطين هو نوع من الزخرفة بألوان الإبرو وهي زخرفة مستوحاة من مصاحف فارسية ظهرت في القرن العاشر، وهناك مصاحف عمانية مبطنة بهذا النوع من الألوان المتداخلة". ومن المصاحف العمانية بدار المخطوطات مصحف الريامي الذي لا يجد المتصفح له أي نقش أو زخرفة وهو مصحف كتبه الأديب النسابة عامر بن سليمان الريامي من علماء القرن الثالث عشر الهجري وفرغ من كتابته في منتصف ذي الحجة 1240هـ ويجد القارئ التلوين والزخرفة في صفحتيه الأوليين فقط، ولكنها زخرفة هادئة كأنما هي قطعة نسيج من التراث العماني القديم، أما خط الناسخ فغير مميز لكنه واضح ومقروء، ومتباعد الأسطر، ولا يجد المتصفح له أثر لزخارف تذكر، بل تخلو صفحات المصحف عادة من التأطير ولوّن الخطاط بالأحمر أسماء السور التي يحيطها بإطار أحيانا وأحيانا دونه. ومن بين مصاحف الدار أيضا مصحف حمل اسم مصحف الوايلي وهو من بين النماذج التي تظهر فيه بساطة مخطوطات المصاحف العُمانية وخط المصحف الناسخ سليمان بن مطر الوايلي وفرغ منه في يوم الاثنين 2 جمادى الأولى 1291هـ ولا يجد المتصفح لهذا المصحف أي زخارف تذكر سوى إطار من خطين متوازيين باللون الأحمر أحيانا وهذا النمط من المصاحف شائع بكثرة عند أهل عُمان، وهو ينطلق من مبدأ يَعدّ مكمن الجمال ليس في الزخارف والنقوش والزينة، إنما في البساطة التي تكسب القارئ الراحة والسكينة وفي وضوح الخط وضبط الشكل الذي يعينه على قراءة صحيحة متقنة للقرآن الكريم وله أمثلة كثيرة في مخطوطات الدار. // انتهى // 13:04ت م 0038 www.spa.gov.sa/2138410
مشاركة :