البحث عن البهجة

  • 10/21/2013
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

في أحد مؤلفاته ــ لا أتذكر ــ أشار الدكتور عبدالله الغذامي إلى أنه عندما تمددت الرياض وأصبح ثمة استيطان من خارج نجد كان معظمهم يسكن في حي الملز باعتباره أول الأحياء الحديثة وكان أهل دخنه يقولون لمن لا يرون عليه انضباطا صارما في السلوك.. «اللي ما يصير رجال يروح للملز» أو بهذا المعنى. كانت هذه الصورة الذهنية لحي حديث جاء معظم سكانه للعمل في وزارات الدولة قادمين من مدن أكثر انفتاحا مثل جدة والمدينة ومكة. استدار الزمن لأقرأ يوم الجمعة الماضي مقالا للاستاذة إيمان الخميس في صحيفة «الرياض» تقول ــ فيما تقول ــ إنها ذهبت قبل أكثر من 15 عاما إلى حديقة الحيوانات في الملز مع والدتها ووقفت على المساحة المحددة للفيلة فإذا بحارسه الآسيوي يقف إلى جانبه، سألته والدتها أين المزمار الذي كان يقدم للفيل ليعزف عليه مستعرضا أحد الفنون التي تدرب عليها؟ فجاء الجواب التالي: (مطوع شيل)!! وتختتم مقالها الحزين بقولها: الملز لم ييأس، ما زال يرتجي البهجة، دعوه يفرح، دعوا البلد تبتهج فالبلد ينقصها بهجة!! البحث عن البهجة يا سيدتي هو الذي جعل جسر البحرين يغص عن بكرة أبيه ويسجل خلال إجازة العيد أعلى معدل في تاريخه منذ افتتاحه حيث بلغ أكثر من مائة ألف مسافر يوميا.. معظمهم من العائلات. شراء البهجة من خارج الحدود هو الذي جعل السعوديين يدفعون هناك وخلال إجازة العيد فقط مبلغ 400 مليون ريال (الاقتصادية 19/10/2013هـ). الركض وراء البهجة واحد من العناصر السياحية التي اخترعها السعوديون بمفردهم ولم تكن ضمن عناصر وتصنيفات منظمة السياحة العالمية والتي ثبت بالدليل القاطع أنها تفوق أهمية قطاع الآثار أو الفندقة أو الإيواء. التشبث بالبهجة هو الذي جعل كل هذا العدد يتكدس أمام كاونترات الجوازات تاركين خلفهم كل هذه التضاريس والتنوع الجغرافي والشواطئ الطويلة ومدن السياحة التقليدية ليحشروا أنفسهم في جزيرة صغيرة.. بكل رحابة صدر وممنونية.

مشاركة :