قال مركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية، إن الموظف في أي جهة عمل، رجل مؤتمن على كل ما يخص العمل من أدوات ومكاتب وسيارات، ولا يجوز له استخدامها في الأغراض الشخصية، بل على العكس فإنه يجب عليه الحفاظ عليها من أي تلف أو ما شابه.واستشهد «المركز» فى إجابته عن سؤال: «ما حكم استخدام أدوات العمل في الأغراض الشخصية»، بقوله- تعالى-: «إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ ۚ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا».وأوضح أن استخدام جهاز المؤسسة في غير عملها الرسمي، واستغلال مشاركتها في الإنترنت لا يجوز شيء منهما إلا برضا المؤسسة، لعموم قوله -صلى الله عليه وسلم-: «لا يحل مال امرئ مسلم إلا بطيب من نفسه»، أخرجه الترمذي وقال حسن صحيح .وتابع أن الوقت الذي يستغله الإنسان في استخراج التقارير والبحوث وغيرها من متطلبات العمل باستخدام الإنترنت، يعد من الوقت الرسمى للمؤسسة؛ فلا يجوز له أيضًا صرفه في غير عملها إلا برضا منها.وبين أنه لا يلزم أن يكون إذنها في أي شيء من هذه الأمور إذنا صريحًا، وإنما يكفي فيه أن تعلم أنها تسمح بمثل هذه الأمور لعمالها.جدير بالذكر أن الله -تعالى- حث عباده على التحلّي بالأخلاق الكريمة الحسنة، ومن تلك الأخلاق الكريمة؛ خلق الأمانة، فإنّه خلقٌ ذو أهميّةٍ عظيمةٍ، أعلى الله -تعالى- من شأنه، وأمر بحفظه، وذكره في عدّة مواضعٍ في القرآن الكريم، حيث قال الله تعالى: «وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ»، فإن انتشر خلق الأمانة بين أفراد المجتمع، وعمّ بينهم، فإنّ ذلك سيؤدي إلى تماسك المجتمع وقوّته، وعلى عكس ذلك، فإن انتشرت الخيانة بين أفراد المجتمع، فإنّ ذلك يؤدي إلى هلاك المجتمع، وهلاك الأفراد، من خلال انتشار الجرائم بين الأفراد.فوائد الأمانةإنّ للأمانة العديد من الفوائد التي تعود على الفرد نفسه وعلى المجتمع بأكلمه، ونذكر فيما يأتي بيان البعض منها: - الأمانة سببٌ في حفظ الدين، والتمسّك به. - انتشار الخير والمحبّة بين الأفراد في المجتمعات.- سببٌ لحبّ لله -تعالى- لعبده، ومن أحبّه الله، أحبّه الناس، فهي أيضًا سببٌ في حبّ الناس للعبد.- تؤدي إلى حفظ أموال الناس، وأعراضهم. يعمّ الخير في المجتمع، وتُقضى الحوائج، وتتيسّر المعاملات. - تعمّ الثقة بين الأفراد. سببٌ في حفظ حقوق الأفراد. أمور تساعد على التخلّق بالأمانة توجد العديد من الأمور التي يجب على العبد فعلها كي يكون أمينًا منها:- التقوى: على المسلم الالتزام بتقوى الله تعالى، حتى يكون أمينًا، فيلتزم بفعل ما أمر الله -تعالى- به، والبعد عمّا حرّم، فالإنسان الذي يُؤتمن على دينه ويحافظ عليه، ويؤدي حقّ الله تعالى، يكون مؤديًا لحقوق العباد، وعلى العكس من ذلك، فمن لم يؤتمن على دين الله تعالى، ولم يلتزم بحقوق الله تعالى، يسهُل عليه تضييع حقوق العباد.- بذل الجهد المطلوب: على المسلم أن يبذل قصارى جهده فيما يوكلّ إليه، وأن يقوم بأداء المطلوب منه على أحسن وجهٍ، مهما كان حاله، وأن يستحضر أنّ كلّ ما يفعله في سبيل الله تعالى، وأنّ الإنسان لا ينتظر شكرًا من الناس على ما قدّم، بل يكفيه أنّ الله -تعالى- عالمٌ بما يفعل العبد، وسيعطيه الله جزاءه الذي يستحقّه، إن أحسن أو أساء. - حفظ الأموال: على المسلم المحافظة على الأموال قدر الإمكان، والابتعاد عن كلّ ما هو ليس له، وكلّ أمرٍ يحتمل أن يكون ليس للإنسان، فالمسلم الذي يترك كلّ ما ليس له حقّ فيه، يعوّضه الله -تعالى- بأحسن منه. - أداء الحقوق: على المسلم أداء حقوق المسلمين، والقيام عليها، والمحافظة عليها في وقتها المحدّد، وعدم ظلم الناس والبغي عليهم، وإرشادهم إلى الخير والصواب، والعدل بين الناس في حقوقهم.- المعاملة الصحيحة: على المسلم أن يكون أمينًا في معاملاته مع الموظفين في العمل، وأن يحسن التعامل معهم؛ بأن يكون هيّنًا ليّنًا، وبالمقابل يكون جديًّا قويًّا، وعليه ألّا يظلم أحدًا منهم، بل أن يعدل بينهم، ويتعامل معهم بتقوى الله- تعالى-.
مشاركة :