رغم كل المخاوف ونبرات القلق التى سبقت هذه الجمعه حول دعوات التظاهر والتى كانت واضحه جدًا فى الأعلام المصرى ومواقع التواصل الا أن البعض (وأنا منهم) كان يراهن بشده على أن شيئًا لن يحدث على الأطلاق بحكم الواقعيه والمنطق وهذا ما حدث فقد انتصرت الواقعيه على كل اوهام واحلام المعارضين وهواجس ومخاوف المؤيدين .راهن أهل الشر والداعين للتظاهر فى الداخل والخارج على أستغلال بعض الغضب الشعبى المتولد من هذه الظروف المعيشيه التى يعانيها قطاع معتبر من المصريين فى سنوات الأصلاح الاقتصادى وخاصة بعد تحرير سعر الصرف وأرتفاع اسعار السلع الأساسيه ولكن كان رهان المتابعين للمشهد جيدًا ان لدى هؤلاء البسطاء رهان آخر فما زال وعيهم بان الأمن واستقرار البلاد وعدم تكرار ما عاشوه فى سنوات الفوضى من تسيب وبلطجه وخوف وغموض حول مستقبل بلادهم هو اهم حاليًا من معاناتهم المعيشيه وانهم سيعيشون على امل قريب بتحسن الأوضاع خاصة وان البشائر باتت تخبر بذلك مع أنخفاض سعر صرف الدولار امام الجنيه وتلك الأكتشافات الجديده للغاز وبدء تعافى الأقتصاد الوطنى من ازماته التى تولدت وتراكمت عبر عقود وعهود وليست ابدًا وليدة اليوم .راهن اهل الشر على حماس الشباب وانهم سيتم أستثارتهم بسهوله مجددًا للنزول فى الشوارع والميادين ونسوا حقيقه مؤكده لا مجال لإنكارها اليوم بأن أغلب شباب مصر قد أصبح بعيد قليلًا عن الشأن العام بالمقارنه بسنوات مضت وأن اهتمام قطاع كبير من الشباب اليوم بالسياسه واحوالها هو أقل كثيرًا جدًا مما كان فى بداية هذا العِقد فغابوا عن المشهد بأختيارهم وفضلوا المشاهده فقط وعدم الوقوع فى فخ سبق وسقط فيه شباب مثلهم بالحماس والأندفاع خلف اشخاص وكيانات لا تسعى إلا لمصالحها الشخصيه ومكاسبها حتى وإن تحققت على دماء هذا الشباب الطاهر .راهن اهل الشر على حدوث تفكك فى اللحمه الوطنيه بين عناصر معسكر 30 يونيو وتوهموا أنه قد يحدث نوع من الصراع الداخلى والتنافر بين اركانه فكان الرد قويًا جدًا بتضافر الجميع ليمر اليوم هادئا سلسًا بكل المقاييس رغم ضخامة الحشد الأخوانى له على شاشاتهم المموله من قطر وتركيا وغيرها ورغم فيديوهات هذا المقاول المدرب جيدًا على يد اجهزه محترفه استطاعت ان تحوله من ممثل فاشل الى ممثل محترف يستحق الأوسكار فى الخيانه والكذب والغباء .مر اليوم وبقيت الدروس التى لا ينبغي ان تمر دون فهم وتحليل فليست اول ولا آخر جوله بين هذا الشعب ومن يريدون اسقاطه فسيكررونها مجددًا إن لم نسرع بسد كل الثغرات الأجتماعيه والسياسيه والفكريه التى قد ينفذون منها الى هذا البنيان المرصوص ليحاولوا زعزعة استقرار الوطن مرارًا وتكرارًا .. مزيدا من إجراءات الدعم الاجتماعى للفقراء وبسطاء الوطن وتحسين سبل معيشتهم .. سرعة تهيئة مناخ سياسى اكثر قدره على استيعاب الشباب بدلا من تحييدهم وارتكانهم الى السلبيه الكامله تجاه قضايا وطنهم .. ضرورة تطوير الخطاب الأعلامى وتغيير بعض الوجوه التى اثبتت فشلها الذريع فى مواجهة الحدث . كثيرا من الفكر والفن الراقى المهذب للعقول والأرواح حتى تكون حائط صد اول ضد اى غزو فكرى قادم من الخارج لهدم هذا الوطن .نعم رهانكم فاشل ايها الحاقدون ورهان الوعي والانتماء ناجح ولكن فلنسعى الى زيادته وتنميته فى عقول ووجدان الصغار فهذا وطن عظيم يستحق كل جهد وكل تركيز من جميع ابنائه ليبقى دائمًا فوق الفتن والمحن وتقلبات الايام .. حفظ الله مصر .. حفظ الله الوطن .
مشاركة :