...وإذن: فالخصوصية السعودية الراسخة، هي محاربة الجديد؛ مهما بلغ من وضوح ضرورته، من (السيكل) ـ حصان إبليس؛ لأن الجن ما غيرهم هم الذين يحركونه؛ بدليل أن كفراتُه تبتل تدور حتى لو طاح راكبه من الإنس ـ إلى رفض أبعضنا التجنيد الإلزامي؛ لأنه سيؤدي إلى عسكرة الشعب السويسري (فيذا)!! ولولا أن عبدالعزيز وأبناءه خُلقوا ـ كما يقول أمين الريحاني ـ ليكونوا ملوكاً؛ وليسوا شيوخ قبيلةٍ، ولا أئمة مذهبٍ إقصائي، ولا ملالي طائفةٍ، لما تورّع أبعضنا الأبعض عن (تشبيك) المملكة (قارتنا) كلها، وتغطيتنا جميعاً بعباءة سوداء كبيرة، توضع على الرأس؛ خوفاً من الغزو الفكري والمؤامرات! لقد كان التجنيد (كالكرهب والسيارة والهاتف والإذاعة والسينما والتلفزيون والمسرح وتعليم البنات) ضرورةً منذ قيام الدولة، ولو (التي تفتح عمل الإنسان) تمت العسكرة ـ التي يرفعها البعض (فزاعة) ـ تحت إشراف الدولة وتخطيطها الاستراتيجي الحكيم؛ لما سمعت بسعودي (تدعشن) إلا على سبيل الندرة، والشذوذ الذي يؤكد (القاعدة)، كما هو التعاطي مع من ضل من أوروبا وكندا! وها هي سياط الوقت تلاحقنا لندرك مستقبل الأجيال القادمة، بسرعة (التجنيد)، ولكن بصورة أحدث من أيام (إسماعيل ياسين في الجيش)! وبتدريبٍ عصري على أسلحتها المعاصرة، وأشدها تدميراً: السيارة! فهل تعرف سلاحاً يقتل (20) ضحيةً، ويصيب (35) في اليوم الواحد؟ فماذا لو جندنا آلاف المفحِّطين عند كل إشارة، ليس لتوعية الناس بالاستخدام السلمي للسيارة (ألم نجند المخالفين؟) ولكن لتوعية (بني ساهر) بمهامهم الميدانية، وسحب (الآيفونات) من بعض المكرهين على العمل! وماذا لو كان تجنيد الفتيات (إلزامياً) بقيادة أهم السيارات! (دوج) الحياة الزوجية، التي تهوي في أول (بالوعة) تعترضها؟! وماذا لو كان تجنيد (القاضي) بشهرٍ واحدٍ فقط في (زنزانة) انفرادية؛ ليفكر في أيَّة عقوبة غير السجن! أما تجنيد المعلم فبالضرب لسعةً واحدة فقط بـ(لي الغاز)! والمعلمة بنطتين فقط بالحبل، بارتداء العباءة على الرأس؟! والطبيب بخطأ واحد في التخدير؟ وبالطبع سيبحث الكثيرون عن أعذارٍ تعفيهم من مشقة التجنيد! لكن (التجنين) الذي سيعفي شعب (الفقاقيع) كله، هو حرمانه من (تويتر) ليومٍ واحدٍ فقط! ليس بحجب الموقع، ولا بمصادرة (الآيفونات)، وإنما بتضييع (الشواحن)!! نقلا عن مكة
مشاركة :