ينصح جان كلود بيفر بعد تجربته الحياتية المليئة بالتحديات قادة الأعمال حول التفاعل بالتخلي عن الروتين، فعندما تصب تركيزك على اجتماع أو أجندة أو نتيجة بعينها، يكون من الصعب رؤية الصورة الأكبر. يجب أن نتعلم أن نكون كرماء، وأننا ننتمي إلى مجتمع ولدينا دور تجاه هذا المجتمع وهو التواصل مع الآخرين، وبحسب بيفر التفاعل يوجد التواصل. هدف القادة هو المساعدة، وتلك هي الطريقة التي تطورت بها الثقافة والأدب والمعرفة، فالمعرفة تطورت لأننا تفاعلنا. إن أي سيناريو يقوم فيه الأشخاص بحجب المعرفة، لن يكون فيه تطور. يظهر بحثي السابق دور الشفافية في تعزيز الابتكار. وفي الحقيقة اللجوء إلى السرية لحماية المعارف المهمة، يحجب مزايا الابتكار، ويتطلب منا إيجاد قيمة على الأصعدة كافة، المشاركة غير المشروطة في عملية تبادل المعلومات، التي تسهم بدورها في تحفيز الآخرين على إعطاء أفكار جديدة. التوجيه رائد أعمال.. يتمتع بيفر بخبرة واسعة في الإشراف والتوجيه، وأسلوبه في القيادة كان مصدر إلهام لأشخاص مثل جان فريدريك دويفور، الرئيس التنفيذي في «رولكس». لدى بيفر وقت أكبر للتركيز على العطاء، فالقياديون الذين يسعون إلى ترك إرث، يأملون أن يسهموا في نمو الشركات ومساعدة الموظفين على التألق في عملهم. حتى قبل أن يترك مهامه كرئيس تنفيذي، فكر بيفر جديا في أهمية التعليم وكيف أنه قد يحتاج إلى التغيير. فالعلوم والرياضيات والتكنولوجيا والهندسة جميعها ضرورية في عالم الأعمال، لكن أيضا هناك الفنون بأنواعها. بعيدا عن الفنون، كانت نصيحة بيفر لطلاب الماجستير في "إنسياد" الذين كانوا على وشك مباشرة حياتهم المهنية: كونوا متحمسين لما تقومون به، أحيطوا نفسكم بأشخاص أصحاب كفاءة وصبوا تركيزكم على الأخلاق. بالنسبة لبيفر، يسهم التعلم في زيادة إنسانيتنا، ويؤكد أهمية الذكاء الاصطناعي في رحلة التعلم، ولكنه يشدد على أنه لن يكون بديلا للسمات الإنسانية مثل الغرائز والحب والروح، وهي أمور يجب أن نعززها في شخصياتنا. يستطيع المعلمون تشجيع الطلاب على تطوير تلك السمات بدلا من اكتساب مهارات يمكن أن تقوم بها الآلة بشكل أفضل وأسرع. ويقول "يجب ألا يكون الذكاء الاصطناعي تهديدا بحد ذاته، بل يجب أن يمثل عونا لنا". أعرب بيفر عن قلقه للطلاب الذين أسرتهم التكنولوجيا لدرجة أنهم وجدوا معها أنفسهم محدودي الأفق. ويشير بيفر إلى أن أولئك الذين يستخدمون التكنولوجيا بحكمة متمسكين بسماتهم الإنسانية الفريدة، سيكونون أفضل من الآخرين الذين يعولون على التكنولوجيا فقط. إضافة إلى فكرة غرس بعض السمات، يأمل بيفر أن يتم تعليم الفنون في كليات إدارة الأعمال في سبيل تنمية إنسانيتنا. التفكير العملي إحدى نتائج تنمية البديهة والغريزة، أي التفكير في الأفضل، والكمبيوتر ليس مصمما للقيام بتلك المهمة، بل الأشخاص. إنها دروس مستقبلية أعمل من كثب مع بيفر على دراسة بعض الحالات عنها في منتدى الخريجين. أتطلع للحصول على أفكار أكثر منه مع اقترابه من الذكرى السنوية لتقاعده. أخبرني أنه حضر خلال السنة المنصرمة 60 مؤتمرا، لذا يبدو أن نشاطه يكاد يكون على الوتيرة نفسها، وقد شحذت خاصية التكيف والتفاعل والإشراف نشاطه وعملت كقوة للخير. كما العادة، يمارس بيفر القيادة من خلال القدوة ويستمر في تجديد شباب من حوله.
مشاركة :