"لما قالوا ده ولد اتشد ضهرى واتسند ولما قالوا دى بنية اتهدت الحيطة عليا" لازلنا إلى وقتنا هذا نتمسك بعادات قديمة لا أصل لها من الصحة ولا أصل لها فى الدين والإنسانية.جنة الطفلة البريئة بكل معانى البراءة وهى لم تبلغ من العمر إلا خمس سنوات فما الذي اقترفته حتى تجنى كل ذلك العذاب الذى انتهى بها إلى الموت وما ذنبها إن كان أبواها معاقين جسديا وفكريا لا يقدران على الدفاع عنها بصرف النظر عن إن كانا منفصلين فليست هذه قضيتنا، وإنما القضية هنا فى الرحمة التى تلاشت من قلوب البشر والتى أودعها الله فى الأرض ليتراحم بها الناس بعضهم البعض، وخاصة الاقارب والذين اختصهم الله بصلات الأرحام وخاصة من جهة الأم والجدة التى نزعت الرحمة من قلبها فتحولت إلى حيوان مفترس ولكن لا، فالحيوان لديه رحمة أكثر من ذلك ولكنها تحولت إلى شيطان مارد ولا أعلم كيف أصفها حين تأتى بطفله بريئة ليس لها ذنب ولا حيلة لها فيما وضعت به من ظروف فرضت نفسها عليها تأتى بها لتعذبها بهذا الشكل الوحشى المجرد من أي إحساس ومن الإنسانية وتعاقبها على شيء تفعله دون إرادتها وهو أنها تتبول لا إراديا أو أنها تأكل ببطء أو أن الطفلة تأكل دون إذن جدتها، ومهما كانت الأسباب لا يوجد سبب على وجه الأرض يعطى الحق فى تعذيب انسان بهذه الطريقة البشعة وهنا اين مقولة (اعز من الولد ولد الولد) ولكنى لا ألوم على الجدة إذا كانت انتزعت الرحمة من قلبها ولكنى اللوم على الوالدين وحتى إذا كانا كفيفين هذا لا يغفر لهما تركهما ابنتيهما جنة وامانى للجدة والأم على علم بكل مايحدث بل وأنها تشارك والدتها فى تعذيب ابنتيها فهل يعقل هذا ان تعذب طفل لمجرد أنه أخطأ خطأ غير مقصود فمهما بلغ الجهل بالناس لا يصل الى هذا الحد من الوحشية والحيوانية فهل يعقل أن تعذب طفلة لمجرد أنها شكت أن خالها المدمن اغتصبها وهو مجرد شك فقط وليست حقيقة مؤكدة فبدلا من أن يعاقب الظالم على ظلمه عوقب المظلوم على ما لم يفعل فأين الرحمة التي وضعها الله في الأرض وأين القوانين الرادعة والتى من المفترض أنها بمثابة حدود فاصلة وفارقة تفصل وتفرق بين الحق والباطل وأين المجتمع من حقوق الطفل والإنسان فهنا لا ألوم على الأهل والوالدين فقط، وإنما اللوم على المجتمع الذى رسخ معتقدات خاطئة من قديم الأزل ألا وهي (اكسر للبنت ضلع يطلعلها 24) ومازلنا إلى وقتنا هذا نتمسك بها بالرغم من كل هذا التقدم الذى وصلت إليه البشرية فعلينا أن نغير من الأفكار والمعتقدات الخاطئة والتى أودت بنا إلى ما وصلنا إليه من لا مبالاة ووحشية وعنف.
مشاركة :