الدورس الحياتية وكيفية التفاعل معها «2 من 2»

  • 10/4/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

التكيف والتفاعل والتوجيه دروس حياتية واعدة، فقد واجه جان كلود بيفر الرجل الذي اصطدم بكثير من التحديات خلال حياته، أكبر عقبة في خضم أحد أكبر نجاحاته. فقد شعر بالتوعك خلال عمله على ساعة TAG Heuer Connected التي تعد نقطة تحول في عالم الساعات كونها ثمرة شراكة بين الرفاهية السويسرية وسيليكون فالي. فعقب 45 عاما من تربعه على عرش صناعة الساعات، وعوضا عن تنحيه عن عباءة القيادة تبنى شكلا جديدا منها، متفقين على أن العمر ليس بعائق. على الرغم من ابتعاد بيفر عن العمل اليومي، إلا أنه أصر على رد الجميل، ليس فقط من خلال دعمه لخلفائه ومن وقف معه، لكن أيضا من خلال مشاركة حماسه للتعلم مع الشباب الأصغر سنا. جلس بيفر معي أخيرا للحديث عن التحول الذي شهدته حياته وطريقة تكيفه وأسلوب تفكيره. بصفته خبيرا مخضرما في العلامات التجارية الكبيرة والصغيرة، قضى بيفر بضعة أعوام قبل تقاعده في محاولة الوصول إلى سيليكون فالي. فبطبيعة الحال تحتم عليه أن يتكيف ويتعلم. قال أثناء حديثه عن خبرته: “تصبح عجوزا فقط عندما تتوقف عن التعلم”. منحه عمله على ساعة فاخرة ذكية شعورا بأنه متصل بالمستقبل، وقال عنه ممازحا: إنه يحيي شبابه أكثر من أي عملية تجميل أخرى. يقول بيفر: “عنوان اللعبة هو التكيف. فأنت تتكيف من خلال وجود شكوك”. فالتعلم الأساسي الذي يقوم على التكيف يعد انفتاحا وإدراكا لفكرة أن الآخرين لديهم معرفة أكثر”. فعندما تبدأ بالإصغاء للآخرين، فأنت في مرحلة التعلم. ومن ثم ستحصل على التكيف الذي تحتاج إليه”. يمتلك بيفر عقلية مرنة تحيي فيه حب الاستطلاع الذي يؤدي بدوره إلى التكيف. حيث لجأ إلى تقنية جديدة عوضا عن الاختباء منها. يقول البعض إنه أنقذ صناعة الساعات السويسرية من خلال حفاظه على الحرفية الحقيقية للساعات الميكانيكية، وإيمانه بالطرق التقليدية. لكن لا يعني ذلك أنه ضد التطور، فقد أدرك أنه لدى سيليكون فالي حلم واحد، وهو دخول قطاع الفخامة. “أبل” الوحيدة التي نجحت في أن تكون مرجعا للفخامة. ولجأ إلى ذلك الحلم لمساعدته في قطاعه. قد تأتي القدرة على التأقلم من خارج قطاع الأعمال. فقبل بضعة أعوام، ابتكر بيفر مجلسا استشاريا من الشباب يشاركونه فيه وجهات نظرهم، في سبيل المساعدة على توقع التوجهات التي في الأفق، وأدرك أهمية الاستماع لأصواتهم وتكييف الرسائل المراد إيصالها عن العلامة التجارية بموجب ذلك. يشعر معظم الناس بالاستياء عند تعرضهم للوعكات، لكن نظر بيفر إلى مرضه كمعلم ساعده على التأقلم. وأجبره المرض على تخفيف سرعته عوضا عن توقفه بشكل مفاجئ: “إذا ما نظرت إلى حياتي السابقة، أستطيع القول إن مرضي من أفضل الأشياء التي حصلت لي، لأني إن لم أكن مريضا، كنت سأختفي. كنت سأنسى أن أرد الجميل وكانت حياتي ستتمحور حول شخصي أنا. في حين يجب أن تكون حياتي مهمة بقدر ما أسهم به في مساعدة الآخرين”.

مشاركة :