سلسلة قلوب مضيئة.. القلب المتبع!

  • 10/5/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

عرفنا في حلقة سابقة أن القلب هو ملك الأعضاء، وأن صلاحه صلاح لها، ولكن لزم أن نؤكد أن صلاح القلب لن يتحقق إلا باتباعه ما يحبه الله ويرضاه، قال الحق جل وعلا: «قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله». ومن هنا قال الحسن: اعلم أنك لن تحبَّ اللهَ حتى تحبَّ طاعتَه، وقال بشر بن السَّرِي: ليس من أعلام الحب أن تحبّ ما يبغضه حبيبُك، وقال أبو يعقوب النهرجوري: كل مَن ادّعى محبة الله عزَّ وجلَّ، ولَم يوافق اللهَ في أمره، فدعواه باطل، وقال يحيى بن معاذ: ليس بصادقٍ مَن ادّعى محبةَ الله، ولَم يحفظ حدوده. ومعنى هذا أن حركات القلب والجوارح إذا كانت كلُّها لله فقد كمل إيمانُ العبدِ بذلك.. باطنا وظاهرا. قال الحسن: ما نظرتُ ببصري، ولا نطقتُ بلساني، ولا بطشتُ بيدي، ولا نهضتُ على قدمي، حتى أنظرَ؛ أَعَلَى طاعةٍ أم على معصيةٍ؟ فإن كانت طاعة تقدّمتُ، وإن كانت معصية تأخّرتُ. وبالجملة، فهذا يعني أن مرادَ الله من عباده ومطلوبَه هو صلاحُ قلوبهم؛ فلا صلاح للقلوب حتى تستقرَّ فيها معرفةُ الله وعظمتُه ومحبتُه وخشيتُه ومهابتُه ورجاؤُه والتوكلُ عليه، ويمتلئ من ذلك، وهذا هو جوهر التوحيد، وهو معنى قول لا إله إلا الله؛ فهؤلاء القومُ لَمّا صلحت قلوبُهم فلم يبقَ فيها إرادةٌ لغير الله.. صلحتْ جوارحُهم فلم تتحرك إلا للهِ عزَّ وجلَّ وبما فيه مرضاته.

مشاركة :