سلسلة قلوب مضيئة: صفاء القلب

  • 10/12/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

إن نقاء القلب وصفاءه مرتبة عظيمة لا يصل إليها إلا أصحاب الفضل، فمن علامة صفاء القلب أن تجد المسلم لا يظن بإخوانه إلا خيرا، لقول الله تبارك وتعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ). سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيُّ الناس أفضل؟ فقال: (كلُّ مخمومِ القلب، صدوقِ اللسان)، قالوا: صدوقُ اللسانِ نعرفه، فما مخمومُ القلب؟ فقال صلى الله عليه وسلم: (هو التَّقيّ النَّقيّ، لا إثمَ فيه ولا بَغْي، ولا غِلّ ولا حَسَد). وفي الحديث فضل القلب النظيف وهو معنى (المخموم) فقد قال العلاّمة ابن الأثير: (هو من خممتُ البيت إذا كنستَه). وهذا يتطلب مجاهدة قوية لتنظيفه من أهواء البغي والغِلّ والحسد، وتجميله بالتقوى والنقاء، وبنُور الذكر والإنابة، والتواضع والخشية. ومن علامات صفاء القلب أن تجد المسلم مستشعرا منزلة الجسد الواحد بينه وبين إخوته المسلمين أينما كانوا فيؤازرهم لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى). ومن علامات صفاء القلب كف الأذى عن إخوانه المسلمين، فلا يحسدهم، ولا يبغضهم، ولا يؤذيهم بلسانه ولا بيده متمسكا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: (المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده).

مشاركة :