هنا في قرية عنيبس التابعة لدائرة مركز شرطة جهينة بسوهاج يعيش أحد أبطال حرب أكتوبر، إنه الحاج السيد سليمان الذى خاض حربى 1967 و1973 رفقة الأبطال حتى حققوا النصر ورفعوا راية الوطن عالية خفاقة فوق أرض الفيروز.يقول الحاج السيد سليمان: كنت جنديا مقاتلا بقوات المدفعية، وظللت في الجيش أكثر من 7 سنوات تنقلت في أماكن كثيرة على الجبهة بسبب احتياجات الحرب واستشهاد العديد من زملائي أمام عيني.يضيف البطل: كنا على الجبهة وكانت الحرب على مدى ٧ سنوات متواصلة فبعد النكسة خضنا حرب الاستنزاف وطوال تلك المدة لم أر أهلي سوى مرات تعد على أصابع اليد حيث كنت أنزل إجازة مرة واحدة في العام وفى إحدى المرات اعتقدوا في القرية استشهادي لكن كنت بطمنهم بجوابات أو صورة مكتوب على ضهرها إنه كويس (ما تقلقوش). ويكمل الحاج سليمان حديثة مستذكرا زملائه الذين واستشهدوا في الحرب ويعرض لنا صورة لجزء من طائرة حربية صهيونية اسقطوها هو ورفاقه في الحرب. واستكمل الحاج سليمان سافرنا إلى الأردن لمراقبة الطيران الإسرائيلي من هناك وكنا متخفين "بلبس بدو" عشان (محدش) يعرفنا، وكان لما يعدي عسكري إسرائيلي قدامنا كانت النار تغلى في عروقي ولكن القادة كانوا يهدئوننا ويؤكدون لنا أنه سيأتي اليوم الذى نثأر منهم ونستعيد أرضنا مرة أخرى، مضيفا تعرضنا للموت مرات عدة فبعد النكسة ظللنا 17 يوما كاملة بدون مياه إلا زمزمية واحد لتر لكل واحد منا كانوا (يبلوا شفايفهم بس) وما (يشربوش) ومعظم (زمايلى) استشهدوا في الحرب حتى جاء يوم ال6 من أكتوبر سنة 1973 وصدر لنا الأوامر بالهجوم وطوال تلك الفترة كنا نقاتل على قلب رجل واحد وكنا نتسابق لنيل الشهادة. واختتم الحاج السيد كلامه قائلا: "جيلنا عمل اللي عليه وربنا هو اللي هيجازينا بس الأجيال اللي بعدنا تحافظ على الأرض اللي رجعناها بدمنا".
مشاركة :