د.فتحي حسين يكتب: العدوان التركي على سوريا !

  • 10/11/2019
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

تركيا تمارس عدوانها الغاشم علي الدول العربية الشقيقة دون ان تجد من يردعها بالرغم من تحديها للقانون الدولي ومواثيق الامم المتحدة والشرعية الدولية عندما بدأت أمس العملية العسكرية التركية فى سوريا، بدأت بضربات جوية و نيران المدفعية حيث أفادت وكالة "سانا" السورية الرسمية، أن تركيا بدأت "عدوانا" على منطقة رأس العين، أدى لحركة نزوح كبيرة للأهالي, وهذا ان دل علي شيء فانه يدل علي مدي عنجهية النظام التركي و رجب طيب اردوغان الذي لم يتوان لحظات عن دعم الارهاب العالمي والهجوم المستمر علي مصر ونظام الحكم فيها، ناهيك عن بث الاكاذيب والشائعات وممارسة حروب الجيل الرابع ضد الحكم بالتعاون مع جماعة الاخوان الدولية الارهابية والتي تمارس بث سمومها من قطر ونشر الشائعات والاكاذيب وفبركة الفيديوهات كما شاهدنا من قبل .وليس غريبا ان يدين العالم كله ما قامت به تركيا ضد الشعب السوري واقتحامها الحدود السورية في تحد واضح للاعراف الدولية والقوانين . كما ان إنجازات أردوغان التي يتغنى بها أنصاره ليست إلا ذرا للرماد على العيون ولا تعدوا كونها جعجعة بلا طحين، وأن أغلب تصريحاته جوفاء ومضطربة يشهد لذلك تناقض مواقفه فور الوقوع تحت ضغط الانتقادات الدولية، مثل التناقض بين تصريحاته في نوفمبر الماضي حين قال: “إن عمليات الجيش التركي في داخل الأراضي السورية تهدف لإنهاء حكم الرئيس السوري بشار الأسد”!! والان يقوم بالعدوان عليها وسط استغراب وذهول العالم وادانة مصر والدول العربية لهذا الفعل المشين !الامر الذي استوجب عقابه دوليا كما في مشروع القرار الذي قدمه غراهام والسيناتور فان هولن، فإن العقوبات تستهدف كلا من الرئيس التركي ونائبه ووزير الدفاع الوطني ووزير الخارجية ووزير الاقتصاد ووزير التجارة بسبب احداث العدوان بالإضافة الى وزير الطاقة والثروات الطبيعية.وهي : فرض عقوبات على التجارة العسكرية مع تركيا وعقوبات تستهدف قطاع الطاقة التركي وحظر المساعدات العسكرية الأمريكية وحظر منح تأشيرة لزيارة الولايات المتحدة الأمريكية ضد قادة أتراك وهذا اقل ما يمكن ان يقدم من عقوبات ضد تركيا !وليس غريبا علي تركيا ان تكيل بمكيالين في تعاملها مع الامور الدولية عامة وهناك امثلة عديدة لهذا فقد اعلنت من قبل قطع علاقتها الدبلوماسية مع إسرائيل لتعيدها دافئة مجددا بطريقة أثارت استنكار المسلمين بل تسببت في رفع درجة السخط على تركيا بشكل كبير للغاية !الامر الاخر ان أردوغان قام بإرسال طائرة تركية للمساعدة في عملية إخماد الحرائق التي تجتاح إسرائيل في حين لا زالت ألسنة اللهب تتصاعد من حلب المجاورة بسوريا ! وجثث المسلمين متناثرة في شوارع المدينة ولم تحظ بهذا الاستنفار من تركيا رغم القرب في المسافة والدين والعروبة والتاريخ ..! لقد سارع أردوغان لإخماد نار تحرق إسرائيل التي قامت بنفسها بحرق غزة بقنابل الفوسفور وألقت بالحمم على رؤوس الأطفال الفلسطينيين في المدارس والمستشفيات والبيوت بلا أدنى رادع ليسقط بذلك أردوغان جميع استنكاراته التي دغدغ بها مشاعر المسلمين في حادثة سفينة مرمرة!كما انضم الطيران التركي للطيران المجرم الروسي والأمريكي لإطفاء نار المجرمين اليهود في سماء فلسطين المحتلة! وهذا ليس بمستغرب فتركيا حليف أساسي في حلف شمال الأطلسي "الناتو" بل تقلدت رئاسته أثناء حرب أفغانستان وكان منها المشاركة في كل ما يهدم الكيان الإسلامي لإقامة حكم علماني يرضي أمريكا والغرب.وفي الشأن المصري التركي فحدث ولا حرج فقد قدمت تركيا من السياسات العدائية ضد مصر الكثير والكثير بداية من الهجوم المتكرر عليها وتمويلها للارهاب ضد مصر والسعي للتدخل في شئونها الداخليه وكذلك التدخل في قضية سد النهضة في إثيوبيا بتقديم المساعدة في بناء السد الذي يهدد حياة المصريين وكاد يتسبب في حرب إقليمية لا زالت شرارتها تهدد استقرار المنطقة ولكن مصر تتعامل مع هذا الملف بحرفية شديدة وباعتباره قضية حياة او موت بالنسبة للمصريين .!ووصل الامر أن عرض أردوغان على الحكومة الأثيوبية أن تشارك الشركات التركية في إتمام بناء السد حين تراجعت الشركات الصينية عن ذلك، دون أن ننسى الزيارات في شرق إفريقيا والمعاهدات التي أبرمها أردوغان مع رؤساء أوغندا وكينيا الحليفين الرئيسيين في تحالف القوى الإفريقية التي تمولها الأمم المتحدة والولايات المتحدة والتي تحارب في الصومال منذ سنوات لتخضعه للغرب! نعم لقد أوفى أردوغان بتهديده في إرسال القوات التركية في عمق الأراضي السورية، ولكن لم يكن هذا لردع نظام الأسد أو الضغط عليه لأجل السوريين المحاصرين وانما لاجل نقل رفاة “سليمان شاه” جد مؤسس الدولة العثمانية !!!فإلى متي السكوت علي افعال النظام التركي بحق الوطن والشرعية الدولية ومواثيق الامم المتحدة وانتهاك حرمة الدول الشقيقة؟ وأين دور جامعة الدول العربية ومجلس الامن والامم المتحدة ؟!

مشاركة :