معرض أبوظبي للكتاب يرسّخ حوار الشرق والغرب

  • 5/6/2015
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

يحتفي معرض أبوظبي هذه السنة بيوبيله الفضي وذكرى انطلاقه قبل خمسة وعشرين عاماً. هذا المعرض (7 - 13 الجاري) الذي اجتاز أعواماً من التأسيس حين كان يقام في المجمع الثقافي، بات اليوم من أبرز المعارض العربية، لا سيما في تنظيمه واتساع مساحته وانفتاحه على حركة النشر العالمي والتقنيات الحديثة. وهو أضحى فسحة للقاء بين الجمهور والكتاب العالميين، بين الناشرين العرب والناشرين العالميين أيضاً وخلاله يتم توقيع عقود للترجمة والنشر المشترك. ويوفر المعرض في دورته الجديدة، فرصة مهمة أمام العاملين في قطاع النشر الرقمي في المنطقة والعالم لمناقشة التحديات التي تواجه مستقبل القطاع. ويعدّ «معرض أبوظبي واحداً من أسرع معارض الكتب العربية نمواً، وهو استقطب العام الماضي 1125 دار نشر، وأكثر من 100 مؤلّف شاركوا في الندوات وحلقات النقاش. وبلغ عدد زوار المعرض في دورته الماضية نحو 250 ألف زائر. وتشهد هذه الدورة مشاركة باحثين في سياق «البرنامج المهني» وهو يتضمن هذا العام سلسلة من جلسات النقاش بمشاركة نحو 80 من خبراء محليين وعالميين، في أكثر من 100 جلسة. ويوفر البرنامج ورشاً تدريبية للناشرين، ومحاضرات يتحدث فيها خبراء عالميون. وسيتولى مناقشة موضوع «مستقبل قطاع النشر» خبراء عالميون، ومنهم ريتشارد ناش، أحد المرشحين النهائيين لنيل جائزة «بوليتزر» ومن أبرز 5 شخصيات ملهمة في مجال النشر الرقمي، وبيتر أرمسترونغ، مؤلف وثيقة «استراتيجية نشر الكتب قيد الكتابة»، وكاري هولدين الذي سيتطرق إلى الخدمات القائمة على الاشتراك، ونماذج الأعمال المبتكرة. وتحل دولة آيسلندا هذا العام ضيفاً على معرض أبو ظبي فيستضيف المعرض نخبة من الكتاب والناشرين الآيسلنديين ومنهم غاوتي هيرمانسون، أستاذ دراسات الترجمة في جامعة آيسلندا ومؤلف العديد من كتب الترجمة والأدب، إضافة إلى اثنين من أبرز الشخصيات الروائية وهما كالمان ستيفانسون، وراغنار جونسون، مؤلف سلسلة روايات الجريمة «آيسلندا المظلمة» التي حققت أعلى نسبة مبيعات في آيسلندا، إضافة إلى كتاب وشعراء. ويتضمن المعرض جناحاً خاصاً بجمهورية آيسلندا يسلط الضوء على باقة متنوعة من الكتب والمطبوعات لأبرز المؤلفين في مجالات الشعر، والمسرح، والرواية، وأدب الجـريمة، وكتب الأطفال، والكتب المصورة. ومن المحاضرات واحدة بعنوان «العرب والفايكينغ في العصور الوسطى» يلقيها ثورير هراوندال جونسون، المتخصص بدراسات القرون الوسطى. ويستضيف المعرض جلسة نقاش مع كاتبة الروايات البوليسية الآيسلندية الشهيرة يرسا سيجورداردوتير، والتي ستنضم إلى جونسون في جلسة حوار مشتركة بعنوان «دماء على الجليد» لاستكشاف أساليب كتابة روايات الجريمة في بلد يخلو من الجرائم. ويتم أيضاً تسليط الضوء على الشعر الآيسلندي بمشاركة الشاعر أدلستين أسبرغ سيغوردسون والشاعر والمترجم الآيسلندي من أصل فلسطيني مازن معروف. وتعقد جلسة حوار خاصة بعنوان «التعرف إلى هالتور لاكسنس»، وهو أول كاتب آيسلندي يفوز بجائزة «نوبل في الأدب» عام 1955. ويستضيف المعرض جلسة حوار تحت عنوان «الملاحم الآيسلندية» بمشاركة غاوتي هيرمانسون وجودموندور أندري ثورسون، وتتناول النماذج الأولى لأدب الملاحم الاسكندنافية. وفي سياق المعرض يعالج «مؤتمر أبوظبي الرابع للترجمة» موضوع «الترجمة الروائية: الصعوبات والتحديات» للنقاش. وينظم المؤتمر مشروع «كلمة» للترجمة التابع لهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة. ويجمع المؤتمر بين إقامة 4 ورش عمل متخصصة لمجموعة من الطالبات والطلاب المتدربين من الجامعات العربية والأجنبية، يتدربون خلالها على ترجمة نصوص متخصصة من الإنكليزية واليابانية والإسبانية، وبين جلسات عامة تناقش قضايا نظرية تتعلق بالترجمة وإشكالاتها، مع التركيز على النصوص الروائية باعتبارها فنًا أدبيًا خصبًا يتسع لطرح قضايا متباينة. ويشرف على ورشة الترجمة من اليابانية إلى العربية المؤمن عبدالله، أستاذ اللغة اليابانية وعلومها في جامعة طوكاي في اليابان، أما ورشة الترجمة من الإسبانية إلى العربية فتشرف عليها زينب بنياية، وهي حاصلة على درجة الدكتوراه من جامعة غرناطة (إسبانيا) ويشرف محمد عصفور على ورشة الترجمة من الإنكليزية إلى العربية، وهو حاصل على درجة الدكتوراه من جامعة إنديانا (بْلومِنْغتن). ويخصص صديق جوه، رئيس قسم الأدب الإنكليزي في جامعة الإمارات، ورشة الترجمة من العربية إلى الإنكليزية لمناقشة نصوص روائية إماراتية. ويستضيف المعرض أكثر من 600 مؤلف وأكاديمي وإعلامي للمشاركة في البرنامج الثقافي. وشهد المعرض توسعة كبيرة في المساحة، هذا العام بنسبة 20 في المئة مقارنة بالعام الماضي، ووصلت المساحة الكلية إلى 31,962 متراً مربعاً، وهي مساحة تغطي كل قاعات مركز أبوظبي الوطني للمعارض، وبلغ عدد دور النشر المشاركة 1181 دار نشر من 63 دولة، وبلغ عدد الناشرين الجدد 130. ويشهد المعرض مشاركة عارضين لأول مرة من كرواتيا، ونيوزلندا، وبولندا، وكولومبيا، وجورجيا. ويخصص المعرض جلسة نقاشية مع الكاتبة الأميركية سينثيا بوند صاحبة رواية «روبي» التي اعتبرت ذات قوة أدبية مؤثرة في الولايات المتحدة. ويلتقي المؤلف جون تل مع جمهور المعرض ليقدّم لهم 100 طريقة لإنقاذ العالم. ويلتقي الجمهور كذلك بالروائي الهندي ألطاف تايروالا، صاحب رواية «بنغوين إنديا». ويعقد لقاء حواري مع يوجين روج المؤلف المسرحي وصانع الأفلام الألماني. ويحتفي مشروع «كلمة» للترجمة بمجموعة من الكتب العالمية التي ترجمت إلى العربية حديثاً، فهناك لقاء مع لويس ولبرت عالم الأحياء البريطاني ومؤلف كتاب «الحزن الخبيث: تشريح الاكتئاب». وتجري مناقشة رواية «ادعوني غوغول» كنموذج لتجربة تثقيف المهاجرين، بالإضافة إلى لقاء مع دوايت رينولدز رئيس هيئة تحرير كتاب «ترجمة النفس: السيرة الذاتية في الأدب العربي». وتُعقد جلسة لمناقشة حياة المستشرقة الألمانية آن ماري شيمل وأعمالها بعد ترجمة كتابها إلى العربية. ويقدم المعرض مقاربات بين الثقافتين العربية واليابانية، ويتناقش محررو المجلات الثقافية في العالم العربي حول أهمية الإعلام الأدبي في العصر الرقمي. وتفرد جلسة مهمة لمناقشة العلاقة بين الهوية الوطنية والأدب على ضوء الاستفتاء المفاجئ الذي جرى في اسكتلندا العام الماضي. ولا يغفل المعرض جدار برلين الذي مرّ على سقوطه 25 عاماً كرمز للتحول في الهوية الألمانية. ويخصص المعرض جلسة للتعريف بالروائي باتريك مونديانو الحائز على جائزة نوبل للآداب هذا العام. ويتضمن البرنامج الثقافي أمسيات شعرية باللغات العربية والإنكليزية والإسبانية والآيسلندية، إلى جانب ندوات حوارية حول فن الكتابة على الجدران (الكاليغرافيتي)، والخط الكوفي. إضافة إلى الاهتمام بكتب الأطفال وثقافتهم، من خلال أنشطة كثيرة. يلتقي في العرض مفكرون من الشرق والغرب إلى طاولة الحوار لبحث أبعاد التبادل الثقافي وقيمه الرمزية في الماضي والحاضر، فتعاد مناقشة «رحلات» قام بها رحالة عرب، مثل: ابن فضلان وأبي زيد الصيرفي، والتي تجاوزت حدود نهر الفولغا شمالاً والهند شرقاً. ولا يغفل المعرض طرح إشكالات معاصرة تتعلق بتلقي الثقافة العربية في جامعات غربية تهتم بالدراسات العربية، ويسلط الضوء على دور «الأزهر» في تعزيز قيم الحوار، ويناقش موضوع المرأة العربية وكتابة الرواية.

مشاركة :