قال الكاتب والمحلل السياسي شاهر النهاري، عن زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين: إن المملكة العربية السعودية تثبت للعالم مكانتها وعظمتها وسياستها العميقة الأصيلة المتنوعة المكونات والعناصر، والتي تستطيع أن تجمع بين المعسكر الغربي، والمعسكر الشرقي في داخلها؛ إيماناً منها بأن الصداقات والشراكات والتنمية، هي الوسيلة الوحيدة الناجعة لنشر وتثبيت أسس السلام، في الوطن السعودي، متأملة أن يعم ذلك على جميع دول الشرق الأوسط، والعالم بشكل أشمل. وأضاف لـ"سبق": "زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتن للسعودية اليوم، ومن ثم إكمال روح الزيارة ومنطقها للإمارات العربية تأتي نتاجاً لما تم خلال الثلاث السنوات الماضية، من جهود دبلوماسية سعودية، تكللت بزيارة لولي العهد محمد بن سلمان، والتي مهدت لزيارة الملك سلمان بن عبدالعزيز للكرملين، والتوقيع على خمسة وعشرين صفقة تجارية بالمليارات مع الجانب الروسي، تبعا لمكونات الرؤية السعودية 2030، وإكمالاً لأهدافها". وتابع: "التجارة والصناعة الروسية متطورة متميزة على مستوى العالم، سواء في جوانب التصنيع العسكري، والأمني، أو الطاقة، أو ما عداها من صناعات تقنية، وزراعية، ولها تميز وتكامل مع ما تمتلكه السعودية من صناعات ومشاريع، كانت قد حصلت عليها كشراكات مع دول عالمية مختلفة. والرؤية تسعى لجعل كل ذلك متكاملاً، متناسقاً، بأمل أن تنتج للوطن النماء، والرخاء، والوظائف، والتعليم، وتدعم التصنيع المحلي، للوصول إلى الاعتماد الكلي على الذات في مختلف المجالات". ومضى قائلاً: "مما لا شك فيه أن دولة إيران قد سببت الكثير من الإرهاب، ورعته، وأحدثت الكثير من التعديات على دول عربية من خلال أياديها وأحزابها الإرهابية، واستباحت المياه الإقليمية في الخليج والبحر الأحمر والبحر العربي، وكانت تعمل كل ذلك معتمدة على علاقتها الوثيقة بالدولة الروسية، الحليف الصادق القوي، والذي أثبت مواقفه من أصدقائه، كما حدث في سوريا، والتي كان فيها الرئيس "بشار" خارجاً على كل القوانين العالمية، ولكنه بسبب صداقته مع روسيا، تخطى أي عقوبات مفروضة عليه من النظام الدولي". وأردف: "السعودية ليست بلد حرب، ولا إرهاب، ولا خيانات، ولذلك وجدت أن الطريق سيكون أكثر وضوحاً وسلاماً، بأن تشارك روسيا معها في الرؤية، كما هو حال عدد من الدول العظمى، بأمل أن توقف تعديات إيران، وجنونها، وعبثيتها". واختتم "النهاري": "كان لا بد من تحييد العبث الإيراني، والتركي، وتنمية وتقدم كل الدول الصديقة، والعودة بالأرض العربية إلى التنمية. هذا ما نتوقعه من هذه الزيارة، والتي حصلت اليوم باستقبال رسمي مبهر، لا يدل إلا على قيمة الضيف وما هو متوقع منه، ومكانة المستضيف وكرمه، والذي لا يهتم بالأحدث المزعجة، التي تحاول خلق العقبات أمام رؤيته، وهو يرحل ببلده السعودي بعيداً، عن جميع مواطن الشطط".
مشاركة :