المثقفون .. رحيل الأبنودي خسارة لاتبدأ ولا تنتهي ...

  • 4/25/2015
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

ودعت مصر والعالم العربي ظهر الثلاثاء الماضي الموافق 21 إبريل شاعر العامية الكبير عبدالرحمن الأبنودي عن عمرٍ يناهز السادسة والسبعين، ونُقلَ خبر رحيله عبر بيان لوزارة الثقافة المصرية جاء فيه " إن الدكتور عبدالواحد النبوي وزير الثقافة، وقيادات هيئات وقطاعات وكل العاملين بوزارة الثقافة، تنعى بمزيد من الأسى والحزن للأمة العربية ولكل المصريين والمثقفين في مصر وفي كل مكان، وفاة شاعر مصر الكبير الشاعر عبدالرحمن الأبنودي، الذي وافته المنية، مساء أمس، بعد صراع طويل مع المرض، بعد أن أثرى حياتنا بأعماله الشعرية الخالدة عبر دواوينه العديدة، وأغنياته الرائعة، وأعماله الدرامية، ومقدمات المسلسلات التليفزيونية، فقد كان الأبنودي قامة شعرية كبيرة متفردة، استطاع أن يقدم للتراث الإنساني تجربة شعرية فريدة وغير مسبوقة، وإليه يعود الفضل في ارتياد مناطق من التراث المصري والعربي لم يصل إليها شاعر من قبل. فقدم أكثر من 26 ديوانًا شعريًا بدأها بديوان الأرض والعيال "1964 "، ثم الزحمة "1966 "، ثم توالت الدواوين " عماليات "، "جوابات حراجي القطط" لفاطمة أحمد عبد الغفار "، "فصول "، " بعد التحية والسلام "، " وجوه على الشط "، " أحمد سماعين "، " صمت الجرس "، " المشروع الممنوع "، " سوق العصر "، " مختارات الأبنودي "، هذا إضافة إلى العديد من الكتب التي ضمت الكثير من الكتابات النثرية، وأيضا يعد الأبنودي واحدا من حفظة التراث الإنساني، فقد قدم جهدا غير مسبوق في لملمة تراث السيرة الهلالية، وسافر إلى العديد من البلدان العربية لجمع سيرة بني هلال، وسجل أكثر من 1800 ساعة للرواة الشفاهيين مثل شاعر الربابة " جابر أبوحسين "، " سيد الضوي "، وقدمها عبر حلقات تليفزيونية وأشرطة كاسيت، وأصدر منها أكثر من عشرة أجزاء، ويعد الأبنودي واحدا من الشعراء الكبار الذي أحدث نقله نوعية في الغناء المصري، ووضع الأغنية على طريق الصدق والإحساس الطبيعي لمشاعر المحبين بعيدا عن الغناء التقليدي الذي كان ينصرف إلى الهجر والصد والحرمان، ليقدم لنا أغنية صادقة المشاعر قريبة إلى الوجدان، وتعد أغنيات الأبنودي الوطنية ودواوينه الشعرية سجلا وتأريخا للشعب المصري والعربي، حيث قدم أغنياته في حرب 1967، وخلال حرب الاستنزاف، وحرب 1973، وخلال حرب الخليج وغزو الكويت، إذ قدم ديوانه " الاستعمار العربي "، وفي نضال الشعب الفلسطيني قدم ديوانه " الموت على الأسفلت "، فهو واحد من أهم الشعراء المصريين والعرب وحالة خاصة من حالات الشعر العامي، وتعد قصيدته وأغنيته تجديدًا وتأصيلًا للتراث والفولكلور والمأثورات الشعبية، فقد نهل من الشعراء الشفاهيين، ومن تراثنا الشعبي ما أعاد للأغنية وللقصيدة أصالتها المصرية والعربية. ووزير الثقافة وكل قيادات الوزارة وجميع العاملين إذ ينعون للأمة العربية ولكل المثقفين المصريين والعرب وفاة شاعرنا الكبير عبدالرحمن الأبنودي يتقدمون بأسمى آيات العزاء لأسرة الشاعر الكبير وزوجته الإعلامية الكبيرة السيدة نهال كمال، وابنتيه آية ونور الأبنودي. وفي ردود فعل ثقافية لرحيل الأبنودي نعى الشاعر فاروق جويدة وفاة الأبنودي ، واصفا رحيله بأنه خسارة للشعر المصري والعربي، وانه صاحب مدرسة خاصة في أسلوبه ولغته حين ظل دائما من أكثر الشعراء تواصلا مع الجماهير، واستطاع لفترة طويلة أن يكون صوت الشعب. من جانبٍ آخر أصدر قطاع الفنون التشكيلية فى مصر أمس الثلاثاء، بيانا نعى فيه الشاعر الكبير عبدالرحمن الأبنودي، جاء فيه: "بعظيم الأسى والحزن ينعى قطاع الفنون التشكيلية وفاة الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودي الذي رحل عن عالمنا أمس الثلاثاء ، بعد صراع مع المرض عن عمر يناهز 76 عامًا، وبهذا المصاب الجلل يتقدم قطاع الفنون التشكيلية برئاسة د. سلوى الشربيني وجميع القيادات والعاملين إلى عائلته ومحبيه بأحر التعازي وصادق المواساة سائلين الله تعالى أن يتغمد الفقيد برحمته" وفي شأنٍ متصل نعى الدكتور محمد عفيفي الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة في مصر وفاة الشاعر عبدالرحمن الأبنودى حيث وصف رحيله بالخسارة الكبيرة لشعر العامية، والشعر المصري عموما، وأكد على أن كلماته ومنجزه سيظل حيا، لضمائر أبناء أمتهم، كما نعى الفنان فاروق حسني وزير الثقافة المصري الأسبق، وفاة الشاعر عبدالرحمن الأبنودي، قائلا: إن خبر وفاة الأبنودى كان بمثابة صدمة ومفاجأة لم أكن أتوقعها، فقد فقدنا واحد من أبرز شعراء العامية في العالم العربى ونجما في سماء الشعر والمجتمع. وأضاف حسني ان الأبنودى شخصية لا تعوض فهو شاعر حقيقي، وقد فقدت صديقا من أعز أصدقائي والأقرب إلى قلبي، وخبر رحيله أثر في نفسى كثيرًا، فقد كان رجلا وطنيا محاربا متعلقا بالناس.

مشاركة :