في المدة الأخيرة، خرجت علينا أصوات ناعقة في بعض الدول العربية تهاجم المملكة في الوقت الذي تخوض فيه قواتنا وسلاحنا الجوي معركة شرسة ضد العصابات المتآمرة مع الغرباء ضد أمنها وأمن الأمة العربية والإسلامية. ومع أن المملكة معروفة بصبرها وحكمتها، إلا أن هذا الهجوم من بعض الموتورين في الإعلام العربي يدفعنا للاحتجاج عليه. نحن نعرف أن العالم في عصر العولمة زاد من وتيرة الترويج لحرية الرأي والتعبير. لكننا نعرف أن قانون الحرية يقول :" تتوقف حريتك عندما تبدأ حرية الآخرين". لكن هناك بعض الطارئين في وسائل الإعلام ممن لا يعرفون للحرية حدودًا. من المبادئ الأساسية التي يتعلمها طلاب مادة الإعلام في الجامعة هي أن حرية التعبير مقدسة ولكنها يجب أن تكون مسؤولة ومحترمة وبعيدة عن البذاءة وقذف الآخرين بالشتائم. إن ما يحزن هو أن الصحافة في بعض بلداننا العربية أصبحت مهنة للارتزاق وقد انضم إليها كل ما هب ودب من المطبلين والمزمرين لكل من يدفع لهم. وهذا أيضًا انحطاط آخر يشبه تصرف قطاع الطرق. والأنكى من ذلك أن هؤلاء قد نصّبوا من أنفسهم منظّرين ومحللين ومدافعين عن حقوق الإنسان، وأنت ترى أحدهم وقد انتفخ غرورًا وهو يلقي الدروس والمواعظ وهو في حقيقة الأمر جاهل وفارغ العقل، لكنه يقضي وقته في حفظ مفردات وتعبيرات ثم يجلس أمام الكاميرا ليرددها مثل الببغاوات. لا ندري ما الذي فعلته المملكة حتى يخرج علينا "عباقرة" الإعلام هؤلاء بتفاهاتهم. لو كانت مواقفهم مبدئية، فلربما وجدنا لهم العذر، ولكنهم أبعد ما يكونون عن المبادئ وهم يتلونون كل يوم ويلبسون لكل حال لبوسها. ولكن إذا كان هؤلاء ضمن جوقة المنتفعين المسبحين بحمد كل من يدفع لهم أكثر حتى تمتلئ جيوبهم العفنة، فليس من المستغرب أن تراهم يصطفون حتى مع أعداء وطنهم، وقد رأيناهم يرفعون رايات التأييد لحكومة الاحتلال الصهيوني وهي تقتل الشعب الفلسطيني. إن أسوأ شيء في الحياة أن يؤجّر الإنسان ضميره لأنه عندها لن يرعوي عن فعل كل ما هو غير أخلاقي. وإذا كان هناك من يريد التسلق على حساب المملكة، فإنه سوف يتعب ولن يصل لأن القمة شامخة ولن تنحني للأقزام.
مشاركة :