ماذا تريد تركيا «أردوغان» من العرب؟!

  • 10/19/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

حكمت الدولة العثمانية أغلب أجزاء بلدان المسلمين زمناً طويلاً، لم يروا في حكمهم عدلاً ولا إنصافاً، ولا ثراءً ولا تقدُّماً، بل حتى العلوم والآداب في زمانها، تخلَّفت وتدنَّت، وحكمت ولاياتها بالحديد والنار، ما انتفض منهم شعب يُريد الحرية إلا قمعته، واختارت من أبنائه ما علَّقت لهم المشانق، وحتى أنهم لم يروا في الحرمين إلا سبباً للتفاخر، أما إقليمه فظل يرسف في الظلم آماداً طويلة، حتى تخلَّص من حكم بني عثمان، الذين انتشرت مظالمهم في كل الأقاليم، والحجاز الذي كان وجهة الدولة العثمانية لم ينل من اهتمامها شيئاً، بل اعتدت على الحجرة النبوية، فسلبتها أهم الآثار الباقية من آثار سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونقلتها إلى أسطنبول، وهجَّرت أهل المدينة أيام الحرب العالمية وآذتهم، ولا نزال نذكر تحريضها لإبراهيم باشا وأولاد محمد علي وشن حرب على نجد. ولا أظن قطراً واحداً من أقطار العرب يحفظ للدولة العثمانية إحساناً إليه، ثم لما أراد الله جلاء الأتراك عن أقطار لم نعادِها، حتى عادتنا إلى أن سقطت وتحررنا من سلطتها. وكنا نتمنى لو بقيت تركيا الدولة المسلمة التي ترعى جوارنا لها في الإقليم، وتُحسِّن صلتها بنا، ولكن الله لم يرد لنا ذلك، فسلَّط عليها حاكماً له تصرُّفات تزيدنا بُعداً عنها، هو أردوغان، الذي يخطط باستمرار لما يزيدنا بعداً عنها، فتصرفاته كلها تضج بالعداء لنا، حيث نصّب نفسه مدافعاً عن حريات غير مفقودة، وجرائم لم تحدث، هو ارتكب أضعافها مع شعبه «سجناً، وتشريداً، وقتلاً»، ومحاولة بناء سلطته على أنقاض شعبه، فتركيا المعاصرة تكاد أن تكون سجناً كبيراً لشعب يحكمه من لا يُريد له الخير أبداً، وتركيا قديماً اعتدت على إقليم من سوريا ضمّته إليها وهو لواء اسكندرونه، الذي لا يزال أهله يُحافظون على لغتهم العربية، وحربه مع الأكراد طالت ولم يستطع إخماد ثوراتهم عليه، إلا أنه أراد اليوم بدخول جيشه إلى سوريا في حالة ضعفها أن يسلخ منه جزءاً يضمه إلى تركيا باسم: أن هذا الجزء سيُؤمِّن به حدوده، وما هي إلا الأطماع المتجددة كل يوم، ولن يتحقق له ما يريد، وسيعود أدراجه مدحوراً

مشاركة :