اللؤلؤ البحريني 2 / 2

  • 10/21/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

وإكمالًا لموضوع اللؤلؤ البحريني فإن هذه المهنة لها أماكن محددة يعرفها نواخذة البحر، فيقصدون مغاصات معينة بحثًا عن أنواع من اللؤلؤ، فالسوق العالمي له مواصفات معينة للؤلؤ، لذا يتوجه البحارة الى مغاصات بعينها.   مغاصات اللؤلؤ المغاصات هي الأماكن التي يوجد فيها اللؤلؤ، وتعرف بالهيرات، ومفردها (هير)، ومن أبرز الهيرات: شتية، خور نصار، الميانة، بوعمامة، بولثامة، بواسعفه، نيوة، علي، لفان، عشيرج، حالول وغيرها كثير منتشرة في مياه الخليج العربي، وكان البحارة يتنقلون بينها، فالهيرات مفتوحة للجميع ولم تكن مغلقة لمواطني دولة دون أخرى. واللؤلؤ بعد نهاية موسم الصيد يتجه إلى عدة مدن ومنها مدينة مومبي بالهند والتي تقوم بتصنيفه وتنسيقه وثقبه ثم إعادة بيعه، والعاصمة الفرنسية (باريس) والتي اشتهر لديها تاجر المجوهرات واللؤلؤ جاك كارتييه الذي اجتمع بكبار تجار اللؤلؤ في البحرين من أمثال مجبل الذكير وسلمان بن حسين بن مطر في العام 1912م، والعاصمة البريطانية (لندن)، ونيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية، وقد كانت المنافسة شديدة بين تلك المدن لنيل أرقى وأجود أنواع اللؤلؤ من موطنها الأصلي (البحرين) وتحديدًا العاصمة القديمة (المحرق)، وقد قامت شركة (ولت ديزني) السينمائية  في العام 1971م بإخراج فيلم عن البحرين وصيد اللؤلؤ باسم (حمد والقراصنة).   مجلس السالفة ولتجارة اللؤلؤ مجالس يتم فيها تناول القضايا ذات العلاقة، وفي الغالب تكون المجالس لكبار التجار والأثرياء والشخصيات البارزة، وتلعب تلك المجالس دورًا كبيرًا لحل النزاعات والخلافات التي تحدث، وقد تطور الأمر إلى أن تم تدشين محاكم خاصة بالغوص وتعرف باسم مجالس (سالفة الغوص)، وهي لفك النزاعات وبشكل سري حفاظًا على خصوصية الموضوع وسمعة المتخاصمين، وكانت مجالس السالفة منتشرة لدى كبار تجار اللؤلؤ لما يملكونه من مكانة عالية واحترام كبير.   أسباب تدهور صناعة اللؤلؤ مع بداية الثلاثينيات من القرن الماضي بدأت صناعة اللؤلؤ في الانحدار وذلك لعدة أسباب منها:  1. المردود المالي للبحارة (الغيص والسيب والرضيف) كانت ضئيلة بالنسبة إلى فترة العمل التي تمتد إلى أربعة أشهر، وكذلك التغيب عن البيت والأسرة، وكان ذلك سببًا لعصيان البحارة خاصة بعد وضع قانون جديد لخصم قيمة السلف في بداية الموسم حتى لا تتراكم على البحارة ديون كثيرة، وهذا القانون لم يوافق عليه نواخذة البحر فقاموا بتحريض البحارة على العصيان والتمرد. 2. مديونية البحارة التي تنتقل إلى أبنائهم بعد وفاتهم. 3. لجوء الكثير من البحارة للعمل في النفط الذي تم اكتشافه في البحرين عام 1932م، وهي أول دولة بالمنطقة يتم اكتشاف النفط فيها. 4. زاد من انحدار تلك الصناعة دخول اللؤلؤ الياباني الصناعي المنافسة في العام (1928م)، وجاءت أول هزة للسوق في العام 1932م، وتكبد الكثير من الطواويش الخسارة، وأعلن البعض منهم الإفلاس، وذلك لعدم اتفاق التجار على أسعار محدده له مما أربك الكثير منهم، وقد جاء في مقال أزمة تجارة اللؤلؤ بقلم صالح العجيري في جريدة الأنباء الكويتية بتاريخ 2017/‏4/‏25 أن (اليابانيين أول من فطن إلى أن المواد المؤذية للمحار هي التي تجعل حيوان اللؤلؤ يفرز مادة ليتكون داخل المحار اللؤلؤ، فعمدوا إلى إدخال مسحوق الزجاج داخل حيوان اللؤلؤ فتتكون اللؤلؤة الصناعية). 5. الحرب العالمية الثانية (1939-1945م) أثرت في صناعة اللؤلؤ خاصة أن الأسواق العالمية كانت مضطربة بسبب الحرب لذا توجــه الكثــير من البحارة إلى مهن أخرى أكثــر أمنًا مثــل الإنشــاءات واستيراد السيارات وغيرها.

مشاركة :