استكمل في هذا المقال بعضا من فصول الكتاب حيث ذكر السيد محمد أحمد عقيل كاظم في: الفصل الرابع: الإقامة في البحرين من 1959 إلى 1969 حيث غادر مع عائلته عدن إلى البحرين للانضمام إلى والده وإخوانه وذكر بعضا من المعلومات الخاصة والعامة وتحدث بكثير من الاحترام والمحبة والود عن حكامها ومواطنيها ووافديها والتطور الحاصل في كثير من الميادين وكما ذكر زيارته مع والده وإخوانه صاحب العظمة الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة للسلام عليه وتبادل الأحاديث في مجلسه في قصر الرفاع العامر وقد دعاهم الشيخ سلمان للعشاء في مساء اليوم التالي وكان من ضمن المدعوين السيد أحمد راشد الزياني، كما شرف صاحب السمو الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة عندما كان وليا للعهد مع إخوانه أصحاب السمو الشيخ خليفة والشيخ محمد حفل زفاف أخيه محمود كما شرفهم بعدها بسنوات صاحب السمو الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة عندما أصبح أميرا للبلاد حفل زفاف ابن أخيه طارق محمود أحمد كاظم وقد حرص في كل مرة يزور فيها البحرين على زيارة مجلس الشيخ عيسى وكما ذكر أن في إحدى المرات خلال زيارة صاحب السمو الشيخ عبدالله السالم الصباح البحرين في بداية الستينيات من القرن الماضي ان توجه مع والده إلى قصر الضيافة في القضيبية للسلام عليه في حضور صاحب العظمة الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة وتبادلوا الأحاديث الودية وشملت زيارة الشيخ عبدالله كلا من قطر ودبي ومسقط. الفصل الخامس: الرجوع إلى دبي حيث قرر السيد أحمد محمد عقيل كاظم وابنه محمد السفر إلى دبي في عام 1965 لتسجيل بعض الأراضي لدى دائرة التسجيل ومكثا شهرا واحدا وخلال تلك المدة قررا فتح محل تجاري في سوق مرشد بديرة ورجعا إلى البحرين ولكن بعد سنوات قررا الاستقرار في دبي وإحضار العائلة ومن ضمنهم أخوه محمد أمين في عام 1969 وبقية العائلة ظلت في المنامة كما ذكر تفاصيل شيقة عن الإقامة في دبي وعن الحياة الجديدة من التفوق والنجاح وعن الأحداث الاجتماعية والتجارية والعائلية حتى وفاة والده في ديسمبر 1974 وأشاد بكثير من التقدير والعرفان بإمارة دبي ودولة الإمارات العربية المتحدة من حكام ومواطنين ووافدين ووصف التطورات التي حصلت فيها والامتداد العمراني والصناعي والسياحي والاقتصادي والتجاري والتنظيم الإداري وإنشاء طيران الإمارات والاتحاد اللتين ربطتا الإمارات مع أغلب دول العالم وذكر بعضا من تلك الأحداث الماضية والتي اتسمت بالمحبة والبساطة وعن الزيارات الأسبوعية مع والده إلى المغفور له بإذن الله الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم حاكم دبي آنذاك (1958/1990) والذي اتسم بالتواضع والبشاشة والتبسط في الحديث مع زواره وكان دائم السؤال عن أحوال المواطنين والوافدين والتجارة في مجلسه العامر الكائن في مبنى الجمارك المقابل لخور دبي ومرور مختلف أنواع السفن محملة بالبضائع، ويعد مبنى جمارك دبي من أقدم الدوائر الحكومية وكان الناس يطلقون عليه «الفرضة» وهي كلمة عربية وتعني محط السفن، ومر مبنى الجمارك بمراحل عديدة من التطور واستخدم الشيخ راشد الدور الأول من المبنى مكتبا رسميا له لإدارة شؤون إمارة دبي مما يعكس أهمية الجمارك ومكانتها ومواصلتها في عملية البناء والتطور، حيث حظيت بسمعة إيجابية على الصعيدين الإقليمي والدولي وصارت محط أنظار التجار والمستثمرين ورجال الأعمال لما تتمتع به من بنية تحتية متطورة وتسهيلات إدارية وخدمات عصرية، وقد واصل على هذا الإنجاز والتطور المغفور له بإذن الله الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم حاكم دبي (1990/2006) وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي حفظه الله. الفصل السادس: زيارة الكويت حيث قال ان زيارته الأولى للكويت كانت في يناير 1972 لتقديم التعزية في وفاة عمه الحاج محمد صديق، ووصف الكويت والتقدم الحضاري والمعماري بفضل حكامها وخاصة الشيخ عبدالله السالم الصباح وذكر بكل امتنان عن العلاقات الحميمة القائمة بين الكويت ودبي ودولة الإمارات العربية المتحدة. الفصل السابع: ذكرياته عن بداية قيام دولة الإمارات العربية المتحدة ودور جميع حكامها في قيام الاتحاد كما تحدث عن أعمال ونشاطات مختلف أولاد وبنات العائلة في دولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين ودولة الكويت والتي تصب في خدمة بلدانهم. وقد أعلمني الأخ طلال بمعلومات شيقة وطريفة منها: سفر عمه وأخيه عبدالواحد من دبي إلى بومباي بواسطة سفينة بخارية رست في عرض البحر لعدم وجود ميناء في ذلك الوقت، مما استدعى استخدام قارب شراعي صغير للوصول إلى السفينة وكانت المرة الأولى لعمه محمد رؤية مصباح كهربائي وزر تشغيله وإطفائه في السفينة لعدم توافر الكهرباء في دبي في ذلك الوقت وكانت الإنارة تتم عن طرق الفنر وكان خط سير السفينة من دبي إلى مسقط وكراتشي وبومبي وكان عمر عمه محمد 10 سنوات وعمه عبدالواحد 12 سنة وكان معهم رجل من أصدقاء جده واسمه محمد سميع وقد أعلمه عمه محمد الكثير عن الحياة الاجتماعية والتجارية والسياسية في مدينة بومباي والهند وعن الأمن والانسجام والتواصل مع مختلف مكونات الشعب الهندي ووجود ثقة متبادلة وسائدة بين الأفراد والتجار ورجال الأعمال بتعاونهم عند حدوث الكوارث ومنها تعرض الوالد أحمد كاظم لكارثة فقد شاءت الأقدار ان تغرق سفينته الشراعية «بوم» كانت تنقل بضائعه إلى دبي مما عرضه لحافة الإفلاس ولكن التجار قاموا بتزويده بالبضائع بالأجل وتسديد ثمنها بعد بيع البضائع ومن دون توقيع على أوراق مما مكنه من استئناف عمله التجاري السابق فقد كان للجد والعم حضور اجتماعي وتجاري في بومباي وحضرا العديد من الاستقبالات والفعاليات وفي إحدى المرات حضر أحد أصدقاء الجد وهو من التجار الهنود الهندوس في 16 أغسطس 1942 وأعلمه باجتماع ديني مهم، يحضره المهاتما غاندي ونهرو وباتل وآخرون في «بيرلا هاوس» فقام جده أحمد وعمه محمد والتاجر الهندي بالتوجه إلى الحفل وكان المشاركون أكثر من مائتي شخص ومنهم مسلمون يرتلون آيات من القرآن الكريم ومسيحيون يتلون أدعية من الإنجيل وهندوس يتلون أدعية هندوسية وكان غاندي صامتا ولا يتكلم مع أحد لأنه كان في لحظات التجلي والتأمل وكان هناك طبق لجمع التبرعات لاستقلال الهند فقام جده بإعطاء عمه محمد خمس روبيات هندية ليضعها في الصحن كما أعلمني بأن جده سكن في منطقة جاكلا ستريت ولديه بستان بمنطقة كانديفالي وبه زهور وورود وأشجار الفاكهة والمانجو الحافوزي التي تشتهر بها الهند وبها فيلا يسكنون بها في أوقات الإجازات والعطل الرسمية وبعد مغادرتهم لمدينة بومباي بيع البستان إلى أحد التجار الهنود من أصدقاء جده والمقيم في البحرين واسمه «جيتربوج» في بداية الستينيات من القرن الماضي وعن قيام أحد التجار الهنود واسمه «تشاتيوالا» بدعوة جده وعمه واثنين من أقاربهما للغداء في مسجد حاجي علي دارغا المشهور لكونه مسجدا ومزارا يقع على جزيرة صغيرة قبالة ساحل ورلي في الجزء الجنوبي من مدينة مومباي ويعد المزار واحدا من أهم المعالم البارزة والبديعة في مومباي للعمارة الهندية الإسلامية وتم بناؤه في عام 1431 من قبل السيد حاجي بير علي شاه البخاري وهو أحد التجار المسلمين الذي قرر التخلي عن ممتلكاته الدنيوية في سبيل النجاة وارتبط المسجد بالكثير من الأساطير ويشتمل مسجد حاجي علي دارغا على المسجد مع مقبرة السيد حاجي بير علي شاه البخاري وبعد الغداء قاموا بقراءة الفاتحة على روحه، كما أعلمني بأن الزي الغربي والعربي كان منتشرا في بومباي وعدن وأن جده وأعمامه كانوا يلبسون الزي الغربي في بومباي ولكن الجد لبس الزي العربي في عدن وأعمامه لبسوا الزي الغربي. أتمنى قيام إحدى الجهات الحكومية أو الخاصة في مملكة البحرين أو في دول مجلس التعاون الخليجي بإنتاج فيلم أو مسلسل وثائقي وليس دراميا يبرز تلك الفترة بأحداثها الحقيقية لتكون مرجعا للباحثين ويحفظ تلك الأحداث والمعلومات من الاندثار والضياع. yousufsalahuddin@gmail.com
مشاركة :