مختص في اخلاقيات الطب يحذر من تسويق «قسطرة شريان المعدة» للتخسيس

  • 10/22/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

حذر طبيب مختص في أخلاقيات مهنة الطب، من انسياق الأطباء وراء الشهرة ، والوقوع في حبائل استعراض المهارات والقدرات، الأمر الذي يؤدي بهم إلى خرق أهم مرتكزات "أخلاقيات المهنة". وقال لـ"الرياض" د.جمال الجار الله ،أستاذ طب الأسرة واخلاقيات الطب بجامعة الملك سعود، رئيس الجمعية السعودية للأخلاقيات الصحية، إن حرص الطبيب على التزام أخلاقيات المهنة يقاس، بصورة خاصة ، من خلال موقفه ومدى استعداده للإعلان عن نفسه أو قدراته أو مهاراته في علاج المرضى بإجراء عمليات ما تزال في طور التجربة وخاضعة للبحوث العلمية، ولم تحوز الاعتراف. ومعلقاً على المقطع المتداول ، الذي عرض فيه أحد الأطباء السعوديين عن "علاج السمنة بإجراء قسطرة شريان المعدة" ، قال د.الجار الله : "أول ما يتبادر الى الذهن عند رؤية المقطع هو عنصر الإثارة وطريقة العرض المؤثرة والمغرية بتبني العملية الموصوفة بأنها ستغني عن عمليات كبيرة وخطيرة" . وتساءل الجار الله قائلاً: هل كانت تلك الإثارة وذلك الإغراء في محلهما أم انه احتوى نوعا من التدليس؟" وأوضح رئيس الجمعية السعودية للأخلاقيات الصحية أن عملية قسطرة شريان المعدة مازالت في طور التجربة ولم تنتقل الى دائرة الممارسة الطبية، و لها مضاعفات لم تذكر في المقطع ، ومن أخطرها أن المريض لا يمكنه بعد إجراء العملية استخدام البدائل الأخرى في حال فشلت العملية. وقال إن كفاءة العملية في انقاص الوزن متدنية مقارنة بالعمليات الأخرى ولا تتجاوز 10%. كما أن النتائج غير معروفة حتى الآن ، خاصة المضاعفات على المدى البعيد. من ناحيته قطع رئيس الجمعية العالمية للسمنة رأيه في عملية قسطرة شريان المعدة بأنه إجراء قيد التجربة ومرهون بالحوث العلمية ، وليست هنالك نتائج كبيرة متوقعة، وما هو مسجل من نتائج ‘ حتى الآن لا يتجاوز 10%, وأوضح الاستشاري أن هذا الإجراء ـ الذي تم تقديمه في مقطع الفيديو على أنه معتمد ومعروف ـ ليس مصنفاً عالمياً فمعظم التصنيفات لم تعتمده، وقد تم إجراء تجارب على الكلاب والبجعة وسجلت نزولاً في الوزن ولم يتم اعتمادها بصورة نهائية. ومن جانبه أوضح " استشاري سمنة"، تحفظ على الإشارة لاسمه، إن معظم الذين تجرى لهم هذه قسطرة شريان المعدة بقصد التخسيس لا يحققون نتيجة تذكر، وأنهم بعد إنزال شيء من الوزن يعودوا كما السابق ، خلال 6 أشهر الى سنه . ولذلك فإن هذه التقنية أو الإجراء الذي ما يزال في بدايته ليس بأي حال علاجاً فعالاً للسمنة، ولا بديلاً للعمليات الأخرى أو البالون. واستطرد موضحاً إذا تمت مقارنه هذه العملية بإبر التنحيف ، يتضح أن الإبر تحقق نزولاً للوزن أكثر من قسطرة شريان المعدة. وعاد د. الجار الله الى القول إنه على ضوء الحقائق التي تكاملت حول "قسطرة شريان المعدة" فإن "هذه العملية يجب أن تخضع لضوابط البحث العلمي وأخلاقياته، ولا يتم التعامل معها على أنها عملية معتمدة مكتملة الأركان لتصبح جزءا من الممارسة الطبية." وطالب الجار الله بأن لا تجرى عملية قسطرة شريان المعدة إلا في ظل عدد من الضوابط أجملها في : أن تجرى في مراكز بحثية أو تحت اشراف مراكز بحثية ولجان أخلاقيات البحوث، وأن يتم اختيار الأشخاص الذين يخضعون لهذه العملية بعناية وبمواصفات علمية محددة، ضرورة التأكد من كفاءة من يقوم بالعملية و قدرته على التعامل مع مضاعفاتها، وكذلك التأكد من كفاءة المركز الذي تجرى فيه العملية وقدرته على التعامل مع الحالات الخاضعة للتجربة. وشدد الجار الله على ضرورة التزام الشفافية، بحيث يكون المريض على علم بأن هذه العملية في طور التجربة وتذكر مضاعفاتها بالتفصيل، خاصة المضاعفات على المدى البعيد، والبعد عن استغلال حاجة المريض واغرائه بسهولة العملية والتقليل من مضاعفاتها حتى يوافق عليها، مشيراً إلى أن المريض يضع ثقته في الطبيب الذي يجب أن يكون أهلا للثقة وموضعاً للأمانة.ولذلك يجب التأكد من أن المريض قد وافق موافقة طوعية دون إكراه أو ضغط أو استغفال أو إغراء ، وهو مدرك لأبعاد العملية، وأن حقه في التراجع أو الانسحاب محفوظ متى شاء.

مشاركة :