يقوم بعض الشباب الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، بتغيير صورهم الشخصية (البروفايل) بـ”الجوكر”، وهي شخصية في أشهر فيلم أميركي يعرض الآن بصالات السينما في العالم، ويتحدث عن مواجهة الفاسدين. ويحظى فيلم “الجوكر” باهتمام الناشطين العرب وقد أصبح حديث الشباب على مواقع التواصل الاجتماعي، وتناقشوا حول رؤية كل منهم لموضوع الفيلم الذي يدور حول شخصية آرثر فليك، وهو مهرج مصاب بمرض عقلي يعيش مع والدته المصابة أيضا بأمراض عقلية ويحلم بأن يصبح سريعا كوميديا. ويواجه فليك مشاكل خطيرة ويحتاج إلى مساعدة، وهو ما لا يحصل عليه. وبدلا من ذلك، يعاني من سلسلة من الانتكاسات والإهانات وينزلق تدريجيا إلى العنف. ثم يصبح آرثر بطلا شعبيا للمساكين والفقراء في مدينة جوثام الساخطة. وسط العنف والانهيار المجتمعي. وكان هذا المزج بين الخير والشر، بين الضحية والجلاد مصدر جدل كبير، قد أبرز اختلاف الآراء حول القيم التي يتبناها ويتقاسمها الشباب، وانتشر هاشتاغ #الجوكر على نطاق واسع في مواقع التواصل الاجتماعي. قال أحد الناشطين محذرا من مخاطر الاقتداء بهذه الشخصيات: salrashed@ أنت لست #الجوكر.. أنت إنسان كريم، يصنع حياته ونجاحاته دون أن تقتل وتكتئب وتبحث عن اعتماد على الآخرين، أنت محب، أبدا بحب نفسك أولا، ثم من حولك ثم العالم، لن يقنعوك بعقلية الضحية السفيهة هذه #لن يغشوك.. أنت محب وتحب مهما مرّ بك، ولا مبرر في الدنيا يمنحك حق القتل أو الاكتئاب. وطلب مغرد أن يراجع كل شخص نفسه أولا، معتبرا أن تأثير الفيلم سلبي على المراهقين: _7laq@ له أثر سلبي بالنسبة لعقليات المراهقين لتعاطفهم مع شخصية الجوكر، ومعرفة طفولته، وهو شيء سلبي جدا بالنسبة لهم. وأضاف آخر: ALraam1@ حقق مبتغاه حول تعاطف كل من يحمل بداخله جوكر للأسف الشديد.. الآن سوف يجرؤ الكثير على الظهور ولكن بطريقة مؤذية له ولمن حوله.. ولكن أتمنى من كل شخص بداخله جوكر أن يبحث عن مساعدة. ورأى ناشط أن الفيلم يدعو إلى تغيير مفاهيم الخير والشر، قائلا: louraaaq8@ الجوكر، الصورة البريئة للشر، وتبرير أفعاله القادمة على أنه ضحية. فكرة خطيرة تمرر لأفكار أخطر وأعظم. غدا قناع الجوكر سيكون القناع البديل لباتمان. كم صار ثمن المتعة رخيصا مقابل الثمن الباهظ لتغيير المفاهيم. ونوه ناشط لما حدث في الولايات المتحدة عند عرض الفيلم في الولايات المتحدة: Mr_Alshammeri@ وصل التحذير والتخويف إلى أن الفيلم ربما يسبب عمليات قتل جماعية، حتى الشرطة تدخلت في نيويورك ولوس أنجلس لحماية السينما، لم تمنع التقييمات السلبية والتحذيرات من الحضور الجماهيري الكبير، وقد يصبح الفيلم رقم واحد عرضا ودخلا. ومما لا شك فيه أن جزءا ما جعله ناجحا. كما يربط بعض الناشطين العرب “الجوكر” بما قد يفعله المحتجون في مظاهرات الجمعة، حيث يقوم الأخير في الفيلم بقتل عدد من الأثرياء الفاسدين، بعد أن فشل في إيجاد عمل له، فيما يرفض شباب آخرون ربط الحادثتين معا، باعتبار أن “الجوكر” شخصية مريضة وقاتل. وتداول الناشطون صورهم الشخصية في الشوارع والساحات وهم متقمصون شخصية الجوكر، وانتشرت صور أخرى تم فيها تعديل صور المتظاهرين أو إقحام الجوكر بينهم كما في العراق، وربط البعض رمزيتها بما يحدث في المجتمعات العربية، وكتب أحدهم: abn_sb7@ القيمة المستفادة من #الجوكر: التنمر يولد الانفجار، والانفجار يولد الثورة. قضية اجتماعية تحدث كل يوم بقصد أو من دون قصد، لا تطفل ولا تتنمر، لأنك لا تعلم ماذا سوف يحدث بعد تنمرك لذلك الشخص، هل سينتحر؟ هل سوف يكرهه المجتمع؟ هل هل هل؟ ونشر آخر ما استخلصه من الجوكر بطريقة ساخرة: AHMEDSAYEDL@ “عشت عصفور ذبحوني، عشت ذيب احترموني”. #الجوكر. وأخذ مستخدم من الفيلم عبرة أخرى: Ahmedreda2820@ “عايزين نكون نظاف وكتيير عايزين نبان نظاف بحيي كل شخص مدرك احنا قد ايه ضعاااف”. #الجوكر. وعبر آخر عن خشيته من الفكرة التي يروجها الفيلم وكتب: Mr_Alshammeri@ للأمانة شاهدت الفيلم وما أعجبني، قد يكون الهدف جيدا لكن الفكرة التي تم طرحها كانت سلبية جدا وفي اعتقادي أن فكرة تبني الجوكر قد يعتمدها البعض لإيصال صوته وهذا ما أزعجني فعليا! أبعاد الفيلم قد تصل إلى الكثير بطريقة خاطئة جدا.. لذلك لم يناسبني. وعلق البعض من رواد مواقع التواصل معربين عن أهمية الفيلم من الناحية الفنية وأحقيته بجائزة الأوسكار لكن في نفس الوقت حذروا من رسائله السلبية. وكتب أحدهم: OmarAlAbed@ الفيلم لم يصور عالما خياليا في سلبيته، بل صور عالما حقيقيا، وهذا ما سهل على الناس ربطه بواقعهم وحالهم بحاله. قد يكون الفيلم جميلا من ناحية فنية، وقد ينال الأوسكار، ولكن هذا لا يعني غض النظر عن الأفكار المقلقة التي يروج لها الفيلم. وأضاف مستخدم: zeadfathy4@ هل شاهدت فيلم #الجوكر بالسينما؟ حقيقة الفيلم “تحفة نفيسة” يتحدث عن سيكولوجية المرض النفسي.. كيف ينشأ المرض؟ علاقة الوراثة والسياق الاجتماعي بتحويل المريض النفسي إلى مجرم.. هنا مشهد تمثيلي رائع للممثل خواكين فينكس.. يستحق الفيلم وبطله جوائز الأوسكار.
مشاركة :