الحديث عن سمو الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السابق، يستجلب حنين العذوبة. والحديث عن سموه وتاريخه الدبلوماسي الضخم المشرف والعالمي عسير جدًّا، أن يحتويه مقال واحد بيوم واحد. هذا الرجل الكبير من معجزات السعودية الكبرى، اندلعت وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام، بشكره والدعاء له، حين تم إعفاؤه من منصبه بناءً على طلبه. الإعفاء الذي وصفه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بالثقيل على نفسه. هذا الرجل الموالي و(الحبيب المطاوع)، لثقة أعمامه الملوك منذ عام ١٩٧٥ حين تم تعيينه وزيرًا للخارجية خلفًا لوالده الشهيد الملك فيصل -طيب الله ثراه-، الذي كان يرأس وزارة الخارجية، إضافة لمهمته كملك للبلاد. سعود الفيصل الوزير الوحيد الأوحد الذي لم ولن يختلف عليه الشعب، في كل تجديد وزاري في أربعة عهود ملكية يظل هو الرقم الثابت. سعود الفيصل لم يكن مجرد وزير خارجية، كان ذراع الملوك السعوديين الدبلوماسية لحضور السعودية عالميًّا. قلب سعود الفيصل في السعودية، وعقله في عواصم بلدان الكرة الأرضيّة، يجيد ثماني لغات أولها العربية؛ ليخاطب قومه، وآخرها العبرية ليعرف مكر عدوه! هو الذي كان ينام في السماء أكثر من نومه في الأرض، في جوف الطائرات يجوب العالم من أجل عالمه الإسلامي والعربي والسعودي، هو العسير اليسير، السهل الممتنع، هو الذي عاند المرض من أجل عافية وطنه. هذا الرجل لديه بياض الفضة في جوفه، ولمعان الذهب في عقله، هذا الرجل يختلف الشعب على توزير بعض الوزراء في كل حقبة، ويتفقون أن حقيبة الخارجية مِلك حصري لسعود الفيصل. هو الذاكرة السياسية للشعب والدولة السعودية في أربعة عهود وعقود، يستحق بجدارة هذا الرمز الوطني المهول بالمنجز والولاء أن تدرس سيرته في أقسام السياسة بالجامعات، ومناهج التاريخ بالتعليم العام. سعود الفيصل إن كان هناك من يصفه بحق فهو اسمه فقط. هو سعود للملوك وللوطن والتاريخ والناس، وسيف الخارجية الذي في حدّه الحد بين الجد واللعب. سيدي الأمير سعود عافاك الله، وأكرمنا بوجودك قلب الفضة، وعقل الذهب! Twitter:@9abdullah1418 Asalgrni@gmail.com
مشاركة :