كل المعلومات الشخصية التي تضعها في المواقع والتطبيقات غداة التسجيل فيها للاستفادة من خدماتها، يمكن أن تكشفك للآخرين، وتأتي الأمية الرقمية لتزيد الوضع في ظل غياب تطبيق التشريعات المعنية.ستكون واهماً إذا ما ظننت أنك تتمتع بالخصوصية المطلقة عند استخدامك للإنترنت، فبياناتك الشخصية تُستغل من أكثر من جهة حسب ما يؤكده خبراء تقنيون عديدون. ليست فضيحة فيسبوك الأخيرة، التي كشفت استغلال بيانات 50 مليون شخص في الحملة الخاصة بالانتخابات الأمريكية، سوى فصل من قصة طويلة مستمرة في الزمان والمكان لخرق الحق في الحياة الخاصة، خاصة مع الانتشار المهول للشبكات الاجتماعية، وتغوّل دور الهاتف الذكي في الحياة اليومية.وآخر الشواهد على اندثار الخصوصية في الإنترنت، وفقاً لما أعلنته شركة «أندر آرمور» الأمريكية للملابس الرياضية، هذا الأسبوع، هو تعرّض تطبيقها «ماي فيتنيس بال»، الخاص بإحصاء السعرات الحرارية إلى القرصنة، مما أثر سلباً في بيانات 150 مليون مستخدم، ومن ذلك أسماؤهم وعناوين بريدهم الإلكتروني.ورفع مقال للخبير في مجال التقنية، ديلان كوران سقف، الجدل عالياً؛ إذ يكشف المقال المنشور في صحيفة الجارديان، أن «جوجل» تستغل خاصية تحديد المكان في الهواتف الذكية حتى تخزن مساراتك اليومية، وتحتفظ بكل تاريخك في محركات البحث وفي اليوتيوب حتى ولو قمتَ بحذفه، كما تعلم كل ما تفعله في التطبيقات والمواقع التي تدخل إليها، ومن هم الأشخاص الذين تحادثهم، كما تُبقي «جوجل» حتى على الملفات التي حذفتها من «جوجل درايف»، وكذلك الرسائل التي حذفتها من بريدك؛ بل تمتلك معلومات عن الصور التي التقطتها كاميرا هاتفك.وتستغل «جوجل» هذه المعطيات حتى تضمن للمعلنين الذين تهمهم اختياراتك، الوصول إليك بأسرع طريقة. ويشير الخبير أن عملاقة البحث «جوجل» تمتلك ـ عن كل مستخدم ـ كمية من البيانات قد تملأ مئات الأوراق، متحدثاً عن أنه أرسل طلباً إلى شركة «جوجل» للحصول على بياناته الخاصة، ففوجئ بسعة الملف الخاص به، حيث تصل إلى 5.5 جيجابايت. * دويتشه فيليه
مشاركة :