لا شك ان المهاجم الأورجواني إدينسون كافاني، يتوجب أن يلوم نفسه، قبل ابداء اللوم لنادي باريس سان جيرمان الفرنسي، أو حتى مديره الفني لوران بلان، فيما يخص مشاركته مع النادي كجناح، على عكس مركز قلب الهجوم، الذي يقول إنه يتناسب مع امكاناته وقدارته، ومن غير المعقول أن نتحدث وبعد مرور العامين، عن صعوبات يقول اللاعب انه يواجهها مع النادي، لم تخدمه للظهور بمستواه الحقيقي، وتسجيل المزيد من الأهداف، ذلك أن مثل تلك الجوانب، كان من المفترض ان يضعها اللاعب في الاعتبار، حتى ما قبل توقيع العقد، وبعد التركيز والتدقيق، على مركز سيلعب به، ويتناسب مع امكاناته وقدراته، لا يحجم منها، ويضعف من قيمته التي يخرج بها من النادي، عكس تلك الصورة التي يكون قد جاء وانتقل بسببها.! ليس كافاني لوحده، من يرتكب مثل تلك الأخطاء، وهنالك العديد من اللاعبين، يركزون أكثر على العائد المالي، أكثر من تركيزهم على ما يمكن أن يقدموه من عمل، وما يمكن أن يحققوه من نجومية، من ضمنهم ايضا البرازيلي كاكا، الذي اختار ملايين النادي الملكي الأسباني، مقابل الاستمرار مع نجومية كان عليها، مع ناديه السابق الميلان، وأيضا المنتخب البرازيلي، ليجد نفسه بعدها خاسرا كل شيء، لا قيمة في النادي، ولا حتى تميز أو أثر مع المنتخب.! لا شك أن الصفقات القياسية التي يمكن أن ينالها اي لاعب، في مستوى كافاني وغيره من النجوم، من شأنها أن تغير الكثير من القناعات، والاتجاهات، لكن من الضروري الاقتناع بعدها أيضا، أن اللاعب سيكون بحاجة للتنازل عن أشياء أخرى مقابل الحصول عليها، وهي نفس الضريبة التي وجد كافاني، أنه مطالب بدفعها، والصمت عليها خلال الموسمين الماضيين، وتسببت في التراجع في معدلاته التهديفية، والأكيد احداث الأثر السلبي الكبير على طموحاته ومعنوياته.! ان التقدم الذي يمكن أن يحرزه اللاعب النجم في نجوميته، يظل دون شك هو الامتاع الحقيقي، الذي من شأنه أن يكسبه المزيد من الطموح، ويحفزه للكثير من الجهد لبلوغ مستويات متقدمة، ذلك وبعد الاشارة الى أن اللاعب المهاجم الذي اعتاد على الاستمتاع بتسجيل الاهداف، والتأثير البالغ على مستوى وقيمة الفريق الذي يلعب له، لا يمكنه وبسهولة التنازل عن مثل تلك المكاسب والامتيازات، حتى وان تحدث مرارا وتكرارا عن مصلحة الفريق العامة، وعدم الاكتراث بمن يسجل الاهداف، أكثر من التركيز ان يحقق النادي الانتصارات.! في حالة كافاني الأخيرة، وما ظهر من بوادر ومؤشرات لرغبته في الانتقال، الى اي ناد آخر، يلعب معه في قلب الهجوم، ليست اكثر من حالة نفسية متقدمة بلغها اللاعب، في اللحظة التي وجد نفسه خلالها بعيدا عن حالة الاستمتاع التي كان يتلذذ بها، وهي نفسها ما أفصح عنها لشبكة إي.إس.بي.إن وأظهر من خلالها، وحدد الخيار الأوحد للنادي الباريسي، اذا ما أراد الابقاء عليه مع النادي في مسابقات جديدة ومواسم أطول.!
مشاركة :