مع إعلان المدرب الإسباني لوبيز كارو قائمة المنتخب السعودي لكرة القدم، سنعود مجددا إلى قائمة لا تنتهي من الجدليات والآراء والنقاشات بعضها مجد والآخر غير مجد! القائمة الجديدة لمعسكر جدة الذي سيمتد الفترة من 6 ـ 14 تشرين الأول (أكتوبر) الحالي، ضمت 25 لاعبا قرأتها مرة وأعدتها مرات عدة، ورأيت أنها "وسطية" تجمع بين عنصري الخبرة والشباب وإن لم تكن مقنعة بعض الشيء ولعل أبرز ما جاء فيها عودة "أيقونة" النصر الحالية حسين عبد الغني من بعد غيبة طويلة لأكثر من أربعة أعوام بعد أن لعب في مراكز متنوعة ظهير، محور دفاعي، ووسط أيسر، حيث سيقود الأخضر في بطولتين مهمتين مقبلتين، رغم كبر سنه "37 عاما"، وإن كنت لا أراه كذلك عطفا على روحه وأدائه في الملعب بدليل عودته لقائمة لوبيز الدولية للمرحلة المقبلة بناء على قناعاته ورؤيته الفنية! عبد الغني سبق أن حقق مع المنتخب السعودي كأس آسيا نسخة الإمارات 96م، ثم كأس العرب 98م، كما أسهم مع زملائه في التأهل لأولمبياد أتلانتا 96م والتأهل لمونديال كأس العالم 98م في فرنسا، فمونديال 2002م في كوريا واليابان، ثم مونديال 2006م في ألمانيا، كما لعب في منتخب نجوم العالم عامي 97م و2000م، فخبرته الدولية مع منتخب الوطن وقيادته الإدراكية كلاعب يحمل كل مقومات القيادة الفنية في الملعب والتأثير في زملائه، وليس الشارة فقط وإن كان يعيبه (فلتان) الأعصاب، ولذلك ينبغي عليه أن يكون حريصا من هذه الناحية لكيلا يجرع الأخضر خيبات جديدة. ما أستغربه من لوبيز خلو قائمة الحراس من اسم عبد الله السديري حارس نادي الهلال، بعد أن تألق مع فريقه، وأسهم في وصوله إلى نهائي دوري أبطال آسيا، ولا سيما أن المدرب الإسباني ضم حراسا أقل منه . إضافة إلى تجاهل السديري، غض المدرب الإسباني النظر عن أسماء لاعبين مميزين في خط الوسط، وأكثر تفوقا وديناميكية من بعض المختارين، فيما اقتصر في قائمته على ثلاثة مهاجمين مختار فلاتة، نايف هزازي، وناصر الشمراني، ولا سيما أن فهد المولد يحسب لخط الوسط وليس للهجوم، رغم أننا مقبلين على بطولتين كبيرتين لهما تأثيرهما المتتالي للوصول للمرفأ الأكبر، والأهم عالميا لكن هي خيارات لوبيز، ولابد من احترامها فهو المسؤول عنها أولا وأخيرا كما يردد هو وأحمد عيد رئيس الاتحاد السعودي. وسيتخلل معسكر جدة، مباراتان وديتان أمام الأوروجواي، ولبنان، ولا أعلم أي معايير وضعها لوبيز لهذا الاختيار المتناقض نوما ما بين المنتخبين، وشتان بينهما، فالأول الذي متى ما لعب بقائمته الدولية أو غير الدولية فإنه تجربته مفيدة، بعكس الآخر، ولا سيما أن هناك منتخبات عربية أقوى منه، والتجارب معها ستفيد الأخضر فنيا كالجزائر، ومصر. كما قلنا مسبقا، لكنها خيارات لوبيز وقناعته، ولا بد من احترامها والدعاء بأن يوفق الله الأخضر معه أو من دونه ـ لا قدر الله ـ متى تعثر مع الأخضر، ولا سيما أنه سيكون تحت الأنظار بل تحت المجهر، بعد أن أخذ وقته، وأعطي من الفرص ما يكفي، بعد أن منح أكثر من غيره.
مشاركة :